لا تزال المبيدات السامة “منتهية الصلاحية” المخزّنة في منطقة “العين الكحلة” داخل محيط المزرعة النموذجية بتعظميت على حالها، بل أكثر من ذلك، فقد بدأت في التسرّب نتيجة الثقوب التي أصابت البراميل بفعل التآكل و التقادم.
و رغم نقل جزء منها الشهر الماضي نحو ولاية أدرار من طرف إدارة محافظة السهوب، إلا أن عملية التحويل توقفت لأسباب مجهولة، و من نتائج هذا التماطل اصابة الحارس بمرض جلدي و آخر رئوي يُخشى أن يتطور أو أن تنتقل العدوى إلى باقي أفراد عائلته.
و أمام الصمت المطبق الذي يخيّم على أفراد المجتمع التعظميتي تجاه هذا الخطر البيئي الذي يهدد الجميع، و الذي أكدته نتائج الخبرة التي قامت بها لجنة وزارية مختصة في البيئة، التي عاينت المكان السنة الماضية، فان الفرصة لا تزال قائمة أمام النشطاء و المهتمين لتفعيل القضية و حماية ما تبقى من المنطقة.
يذكر أن مبيد الجراد ‘المالاتوكس Malatox” الذي يوجد بمزرعة تعظميت يشكل خطرا كبيرا على البيئة كما يتسبب في الإصابة بعدة أمراض خطيرة، وما يزيد في خطورة الوضع حسب مختصين في البيولوجيا طبيعة مكان المزرعة النموذجية حيث تتواجد بمكان فلاحي كما أنها محاطة بأراضي فلاحية ورعوية، وهذا ما حعلهم ما يعتبرون الوضع كارثة بيئية مع احتمال امتداد خطر هذه المبيدات بواسطة اللحوم والمنتجات الفلاحية المحلية والمياه وحتى النباتات التي يمكن أن تتضرر بهذا النوع من المبيدات، كما أن هناك احتمال اصابة بداء السرطان، أضافت المصادر أن الدراسات لا تزال جارية من أجل التعرف على المبيدات التي تعد مواد مسرطنة رغم أن “المالاتوكس” لم يثبت بعد تسببه في داء السرطان، غير أن هذا لا ينفي تسببه في أمراض خطيرة ومزمنة خصوصا أن استعماله في الحالات العادية يكون بنسبة ضئيلة جدا، لكن الأدهى والأمر من ذلك أن المبيدات المتواجدة بالمزرعة النموذجية منتهية الصلاحية ما يعني تضاعف الخطورة على البيئة والإنسان، فيما تشير بعض الدراسات أن هذا المبيد يسبب الغثيان والتقيؤ والصداع والإسهال، وكذا آلام في البطن و تليف العضلات و غيرها، مضيفة أن أعراض التسمّم قد تتأخر لبعض الوقت…
تجدر الإشارة إلى أن قضية المبيدات شهدت معركة ضارية على صفحات الشبكة العنكبوتية بعد إثارتها من طرف أحد الزملاء على صفحات جريدة الشعب ونقلتها بعض المواقع الإلكترونية، و كان من نتيجتها أن قام والي الولاية بمعاينة المزرعة بداية السنة و تعهّده بنقل السموم في أقرب وقت.