تعرفوا إلى المغرب عبر موسيقاه

بوشعيب الضبار
2016-03-17T13:31:37+00:00
إضاءاتثقافة ومعرفة
بوشعيب الضبار23 يونيو 2015آخر تحديث : منذ 8 سنوات
تعرفوا إلى المغرب عبر موسيقاه

رصيف22 بقلم سارة الرّايس

يحتضن المغرب أنماطاً موسيقية مختلفة، تتنوع بتنوع تضاريسه الجغرافية، وتتوزع بحسب مناطقه. الموسيقى الأمازيغية، موسيقى الغناوة، الموسيقى الشعبية… وكلها تنقسم إلى موسيقى فرعية إقليمية، حديثة وتقليدية، وتغنى باللهجتين الأمازيغية والمغربية. تعرفوا على المغرب عبر موسيقاه.

محمد رويشة1

الموسيقى الأمازيغية:

مستوحاة من جمال الريف المغربي وجبال الأطلس، تختلف بحسب المناطق الأمازيغية ولهجاتها “الشلوح وسوس وتاريفيت”. البداية من منطقة الأطلس المتوسط، التي تشتهر برقصات أحيدوس وأحواش، التي تصاحبها قصائد مغناة بالأمازيغية. هذه الرقصات وسيلة اتخذتها القبائل الأمازيغية منذ قرون للتعبير عن مشاعر السرور والفرح، في المناسبات السعيدة خصوصاً في المناطق الجبلية والقروية التي استوطنتها القبائل الأمازيغية. أكثر مطربي هذه المنظقة شهرة كان الفنان الأمازيغي الراحل محمد رويشة، المعروف بعزفه على آلة “لوتار”. اشتهر بابتكاره مدرسة فنية خاصة به وتجديده في الأغنية الأمازيغية كذلك اشتهر بغنائه باللغة العربية.

https://www.youtube.com/watch?v=E2QeUXemMLc

تليه “حادة اوعكي”، التي تمردت على تقاليد المنطقة وفرضت نفسها وصوتها. بدأت عام 1969 مع المغني “بناصر اوخويا”، حين كان الغناء محرماً على سيدات المناطق الجبلية، وهي لا تزال تحقق نجاحاً ولها فرقتها الخاصة من عازفين وراقصين.

ثم جاءت تلميذتها “الشيخة شريفة”، وهذه صوتها جبلي جبار ومهيبة كمغنية أوبرا، كان والدها راعي غنم وكغالبية بنات المنطقة لم تذهب إلى المدرسة. اكتشفها المغني الشهير “محمد رويشة”، إذ رافقته في الثمانينات في الكورس، وفي أواخر التسعينيات انطلقت كشيخة (وهو لقب يطلق على مطربات التراث الشعبي والغناء الأمازيغي في المغرب). أطلقت ألبومها الأول “بربر بلوز” Berber Blues” عام 2000، عن الشركة الفرنسية Long Distance Label.

موسيقى الغناواة:

هي مزيج من الموسيقى الافريقية والعربية، تعود أصولها إلى السودان وغينيا وبلدان إفريقية أخرى، نشرها المهاجرون ذوو البشرة السوداء، وتعد صوتاً للمآسي التي حملها هؤلاء المهاجرون في رحلتهم حتى استقرارهم في بلدان المغرب الكبير(الجزائر والمغرب وتونس). إلا أن هذه الموسيقى منتشرة أكثر في المغرب، خصوصاً في الأحياء الشعبية، وقد وصلت إلى العالمية وامتزجت بأنماط موسيقية أخرى.

لهذا النوع من الموسيقى جانب ديني وروحي له مريدون، ويقام له جلسات تسمى الحضرة أو الليلة، قد تصل بمستمعيه إلى الانخطاف، للإيقاع السريع. معظم الأغاني عن النبي والأولياء والجنيات المرددة أسماؤهن بكثرة، والمستوحاة من أساطير شعبية “كعيشة قنديشة”، “للا ميرا” و”للا مليكة”.

ترتكز موسيقى غناواة على آلات رئيسية ثلاث، هي الجمبري والهجهوج (وتريتان)، والقراقب (نحاسية). يرتدي الموسيقيون أزياء ملونة ويرقصون حسب الايقاعات، يقودهم غالباً شخص يلقب “بالمعلم”. تخطت هذه الموسيقى النمط التقليدي كسائر الأنواع الأخرى، ولعل الفضل في ذلك يعود إلى مهرجان غناوة الذي يقام سنوياً في مدينة الصويرة، ويكون بمنزلة حدث عالمي يشارك فيه موسيقيون عالميون و”معلمون” من المغرب وبلدان أخرى كالجزائر.

آلة القراقب:

أشهر معلمي الغناوة في المغرب موجودون في مدينتي الرباط والصويرة، كالمعلم محمود غينيا، الذي يقود فرقة شهيرة باسمه، حميد القصري، أو مجيد بقاس، وهو موسيقي عالمي يعزف على آلات متعددة ويمزج الغناوة بالبلوز والجاز، موسيقاه غنية بقصص من أفريقيا والمغرب.

https://www.youtube.com/watch?v=VH7b0__hlfY

الموسيقى الشعبية:

أقسامه كثيرة أهمها فن “العيطة”، وهو فرع أساسي من فروع الموسيقى الشعبية في المغرب. هو فن مغربي قديم ظهر منذ عصور سلاطين المغرب وتبلور أثناء فترة الاستعمار، نوعاً من المقاومة ضد المحتل، وهو لون غنائي يعتمد على أشعار تحمل معاني مرمزة لا يفهمها إلا أصحاب الأرض كنوع من شفرة سرية بين المقاومين من النساء والرجال ضد العدو. يرتبط هذا الفن بالسهول الوسطى للساحل الأطلسي، وينتشر في المناطق الفلاحية والزراعية التي كان سكانها يرتجلون القصائد المستوحاة من حياتهم الاجتماعية.

والعيطة كلمة باللهجة المغربية تعني “مناداة”، إذ تبدأ غالبية الأغاني بمناداة الله وأنبيائه والأولياء الصالحين. وتنقسم حسب المناطق التي ينتشر فيها إلى: العيطة المرساوية، والزعرية، والملالية، الحصباوية وأشكال أخرى، لا يختلف بعضها عن بعض كثيراً، باسثتناء العيطة الزعرية التي تتغير إيقاعاتها وتتسارع تدريجياً.

للمرأة حضور قوي في فن العيطة إذ تعمتد الفرق على مغنية وراقصات، وتعزف الأغاني على آلات مختلفة كالكمان والدف والبندير، ويعتبر مغنو العيطة شعراء متنقلين يحملون هموم سكان مناطقهم ومشاكلهم، كما يغنون عن الحياة والحب وطبيعة المنطقة التي يأتون منها، أو يناجون الله والأولياء. تلقب مغنية فن العيطة بـ”الشيخة”، وللشيخات في تاريخ المغرب دور في المقاومة ضد الاستعمار، لذلك ما زال المجتمع المحافظ يرفض هذه التسمية لأن مغنية العيطة تغني وترقص أمام رجال، وتنشد الحب والتحرر بطريقة مباشرة.

علماً أن شيخات القرن الماضي المعروفات عديدات كالحمداوية، والحمونية، وفاطنة بنت الحسين والشيخة عايدة، اللواتي نقلن فنهن إلى أجيال أخرى. وهناك فنانون كالمطرب حجيب وهو فنان شعبي معروف، وحفيظة الحسناوية، وألاد بن عكيدة وآخرون.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق