نعم لقد قررت، وخلال خمس دقائق فقط كنت قد عطلت حسابي على الفيسبوك لمدة أسبوع. كان هناك ما يزعجني ويؤرق تفكيري، ولا فسحة في الوقت لاتخاذ قرار او متابعة عمل ما او تحقيق انجاز. حاولت مرارا وتكرارا وكنت كلما وصلت إلى الغشاء الرقيق الذي يفصل بين المخيلة والواقع اصطدمت بالملل السريع. كنت أعمل على تقليص فترات الملل دونما فائدة، فكرت قليلا أن الابتعاد جيد ولم لا فانت تحتاج كل فترة إلى العزلة ، للبعد والانعتاق من محيطك، وإليك ما جنيته..
1- إدراك إدمان وسال التواصل الاجتماعي
رغم انني من المقلين في التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انني في غالب الاحيان اكتفي بالمراقبة من بعيد أو وضع اعجاب او ربما تعليق في مناسبات لا تتكرر كما هو الحال مع الموت او الزواج او المرض، ومع ذلك فقد أدركت أكثر وجود ما يسمى بادمان وسائل التواصل الاجتماعي وهذا ما لم أكن لألمسه قبل التوقف عن استخدامها.
2- بركة الوقت
في عصر أصبح فيه الوقت موردا ضروريا من موارد كسب الرزق اوكتساب المعارف وتنمية القدرات أكثر مما سبق، وباتت فيه سرعة اكتساب المعلومة -إضافة لدقتها- مقياسا للتطور والقدرة، بات لزاماً على الجميع أن يشعر بقيمته بما لا يدع مجالا للشك أن الأيام تطوي كطي الورق، وربما أسرع مما كنا نتصور..
خصوصا لمن يعانون غياب جدولة المهام اليومية، لتبرز مشكلة هدر الوقت بشكل جلي، ولتحل وسائل لتواصل الاجتماعي في مقدمة المتهمين المحتملين لذلك، فكل ما عليك أن تفعله هو أن تتوقف عن استخدامها لفترة وتشاهد بنفسك كم تمتلك من وقت كأنما ولد من جديد، واعلم أن كل ذلك سيساهم في ضبط الساعة البيولوجية الخاصة بك.
الإنترنت .. إبتعد عن سلبياته واستثمر وقتك بهذه الطرق ” المجربة ” !
3- قدرتك على التركيز هي رهن إرادتك
في واحدة من الكتابات التي كانت تمر امام ناظري أثناء دخولي للمسجد “اقطع اتصالك بالخلق واتصل مع الخالق” ، تلك الجملة اجدها اليوم أيقونة في التركيز على مسألة بعينها دوناً عن غيرها، حينما تدرك جيدا أن هناك خصوصية للمكان والزمان وتبدأ تعطي كل ذي حق حقه، فالمكان والزمان والبئية والأشخاص والأحوال، لكل منها خصوصية لابد ان تُراعى وتُحترَم.
فمكان العمل ليس كشاطئ البحر، ووقت النوم ليس كوقت الرياضة والانتعاش، والناس من حولك تختلف درجة الاهتمام بهم فأنت تهتم بزوجتك وأولادك وأمك وابيك والاقارب واصدقائك ومعارفك وهكذا .. كل على رتم معين
واما الأحوال فهذا حديث يطول، وربما تدرك أن إحدى أبرز مشاكلنا في العالم العربي عدم أخذ الأحوال بالحسبان، وان كنا نتغنى من حين لآخر بأهميتها في خطاباتنا فقط، أما افعالنا فهي خير دليل على عكس ذلك.
4- ثفافة التغيير
إنها الفرصة الأبرز لإطلاق العنان لذلك المارد الكامن بين جنبيك. ما عليك إلا أن تصدح بها بأعلى صوتك في اعماقك “نعم سأتغير”، وستجد الفرق المذهل.
تخلص من عاداتك السيئة وتعلم أعادات جيدة جديدة أو احرص عل تنيمة أخرى، كأن تخطط لتعلم لغة جديدة أو تعزيز مهاراتك في لغة اكتسبتها.
معلومات “شخصية جداً” يعرفها فيس بوك عنك حالياً !
إنها فرصتك الآن بعد أن أصبح الوقت متاحا بشكل أكبر، وبعد أن قلصت مساحة التشويش القادمة من كثرة الأفكار والأقاويل والمشاحنات التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، إنها فرصتك لتعيد تنظيم الأمر برمته من جديد نحو الأفضل وأنت تعيش إحدى أكثر الأوقات انعزالاً عن محيطك متصلا مع نفسك.
5- مواقع أخرى ينبغي لك زيارتها
كن على دراية انها فرصة لتتعرف أكثر على مواقع أخرى مفيدة كما هو الحال مع تويتر / كاحد الصيحات الأخرة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجد الاخبار والمعلومات واشياء أخرى
وفي عالم بات فيه السبق أولى أن يكون حليفك فهناك أيضا مواقع التعليم المفتوح أو المووك وهذه رصة للتعرف إلي هذه المواقع وتفوص في أغوارها وتستكشف عوالمها.
5 مواقع عليك أن تدمنها أكثر من فيس بوك وتويتر
6- الثقة بالنفس
لآن وبعد ان ادركت كل ذلك ستعود من جديد لوسائل التواصل الاجتماعي أكثر حيوية ونشاطا، وانت تدرك جيدا ما الذي يتوجب عليك القيام به، وكن على دراية بـ ِ
#إن تحقيق السعادة يكمن في أن تفهم نفسك وتقبلها كما هي الآن.
#إن تلك هي الحرية الحقيقية الوحيدة.
#هذا هو الوقت المناسب لتحقيقها.
#أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك .” ديفيد فيسكوت – فجر طاقتك الكامنة