أنشأ نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، في خطوة اعتبرت لدى متتبعي الشأن السياسي، في المغرب، بأنها تشكل مبادرة يهدف من ورائها إلى تقديم نفسه كمرشح لخلافة حميد شباط،على رأس الأمانة العامة لحزب الاستقلال.
وتضمنت هذه الصفحة معطيات عن المسار السياسي والمهني لبركة،كاقتصادي مغربي سبق له أن شغل منصب وزير الاقتصاد والمالية في حكومة بنكيران،حيث اختارته مجلة “ذي بانكر”، التابعة لمجموعة فاينانشال تايمز، كأفضل وزير للمالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سنة 2012.
حدث هذا التتويج طبعا، قبل أن ينسحب حزب الاستقلال من حكومة بنكيران،بإيعاز من شباط، وهو الأمر الذي رأى فيه الكثيرون، فيما بعد،حتى من داخل الحزب نفسه، بأنه كان قرارا خاطئا من الأساس.
وتزامنت مبادرة إطلاق صفحة بركة على “الفايسبوك” مع اشتداد الخناق حول شباط،بعد أن عمد برلمانيو الحزب، إلى عقد لقاء في بيت القطب الصحراوي حمدي ولد الرشيد،في حي الرياض بمدينة الرباط،كان من بين أهدافه الأساسية تنحية زعيم حزب “الميزان”،لإفساح المجال أمام بركة للوصول إلى منصب الأمانة العامة، في المؤتمر الوطني المقبل،خاصة بعد تنامي التيار المؤيد له.
ولوحظ أن المعطيات المنشورة حول سيرة نزار منقولة عن “ويكيبيديا، الموسوعة الحرة”، وتضمنت إشارة إلى نشأته في أسرة سياسية عريقة، ذلك أن جده، من أمه، هو الراحل الزعيم علال الفاسي، مؤسس الحزب.
ويبدو أن الطريق أصبحت سالكة بالنسبة لبركة نحو خلافة شباط على رأس حزب الاستقلال، بعد التطورات التي شهدها مقر الحزب الكائن بالقرب من ساحة باب الأحد، بالعاصمة السياسية،وخاصة بعد إغلاق بابه في وجه بعض القياديين، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ أقدم تنظيم حزبي في المغرب.
وقد أثار هذا التصرف استياء قياديي الحزب،الذين غضبوا كثيرا من ذلك الموقف الذي اتخذ بأمر من شباط،معتبرين أنه من خلال ذلك الموقف، أغلق باب الحوار في وجوههم، وأنه ليس مستعدا للجلوس معهم إلى الطاولة للتفاهم حول مجموعة من القضايا التنظيمية والداخلية، المتعلقة بالمؤتمر الوطني المقبل وغيره.
وكرد فعل على ذلك، التأم 16 قياديا من حزب الاستقلال ب60 عضوا يمثلون فريقيه في مجلسي النواب والمستشارين،في منزل ولد الرشيد،ليخلصوا في الأخير إلى ضرورة التخطيط للإطاحة بشباط،لإعادة الحزب إلى مكانته وسط المشهد السياسي والحزبي.
وهكذا،وبعد أن غاب شباط عن بدء المفاوضات حول تشكيل الحكومة،وناب عنه وفد من قيادة الاستقلال،بات في حكم المؤكد أن الإطاحة به، أصبحت هي الشغل الشاغل، بالنسبة لمن كانوا حتى الأمس القريب،مقربين منه،بعد أن ضجروا من المتاهات التي أدخل الحزب فيها، ب”قرراته الانفرادية”، على حد قولهم.