تروج منذ مدة في الساحة السياسية والإعلامية أخبار مفادها أن صلاح الدين مزوار وزير الخارجية والتعاون، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، سوف يترشح بدائرة تارودانت الشمالية، في جنوب المملكة المغربية.
وقد أثارت هذه الأخبار، التي تناولتها العديد من المواقع الاليكترونية والمنابر الإعلامية، تساؤلات بشأن إقدام مزوار على النزول إلى ساحة السباق الانتخابي، وهو الذي كان قد أعلن أكثر من مرة، أنه لن يشارك في الانتخابات، بسبب انشغاله بالتحضير لمؤتمر الكوب 22 بمراكش، الذي سينعقد في شهر نونبر المقبل، أي عقب إجراء تشريعيات 7 اكتوبر.
ولأن مزوار اعتاد الترشح عادة في مسقط رأسه بمدينة مكناس، فقد ذهبت بعض التعليقات إلى حد القول إنه قرر خوض النزال الانتخابي في مدينة تارودانت، حيث سيكون في مواجهة عبد اللطيف وهبي، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، هربا من “ساعة الحساب” في العاصمة الاسماعيلية، التي قد يحاصره سكانها لاستفساره عن مصير الوعود الانتخابية، التي ظل يوزعها يمينا وشمالا، لكسب أصواتهم، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ.
ومما زاد الوضع غموضا، أن مزوار لم يؤكد أو ينفي هذه الأخبار الرائجة بقوة في مختلف وسائط التواصل، وظل ملتزما الصمت إزاءها، منصرفا، في المرحلة الراهنة، إلى تدبير شؤون الحزب فيما يخص استعداده للانتخابات المقبلة، التي يراهن عليها بقوة للعودة إلى تدبير الشأن العام، في الحكومة الجديدة التي قد تسفر عنها صناديق الاقتراع.
ومن أجل الوصول إلى هذا المبتغى، أطلق برنامجه الانتخابي، مؤخرا، انطلاقا من الدار البيضاء، القلب النابض للاقتصاد الوطني للمملكة، تحت عنوان عريض:” تقوية مناعة المغرب اقتصاديا واجتماعيا”، في مواجهة ما يعتبره ” مخاطر خارجية”، تهدد البلاد.
لكن السؤال الذي ظل منتصبا، هو : ” هل قرر رئيس حزب ” الحمامة” التنكر لكل التزاماته بالتفرغ لمؤتمر المناخ العالمي بالمدينة الحمراء، والترشح فعلا في مدينة تارودانت، اقتداءا برئيسه في الحكومة، عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي أثار الجدل بترشحه في مدينة سلا، لكونه هو المسؤول المباشر عن اللجنة المركزية المشرفة على الانتخابات، التي تضم في عضويتها ايضا، محمد حصاد، وزير الداخلية، ومصطفى الرميد، وزير العدل والحريات؟”.
بحثا عن جواب لهذا السؤال الذي يشغل بال الكثيرين من متتبعي الشأن السياسي في البلاد، اتصل موقع ” مشاهد 24″ هذا الصباح، بمدير المقر المركزي للتجمع في حي الرياض بالرباط، عبر الهاتف، وكان جوابه النفي القاطع، مؤكدا أن خبر ترشح مزوار في تارودانت لاأساس له من الصحة.