انعقاد القمة المغربية الخليجية اليوم الأربعاء، بمشاركة الملك محمد السادس، جاءت لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، وهي مناسبة حسب مجموعة من المتتبعين السياسيين، للتشاور وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تعرفها المنطقة العربية، وفي مقدمتها شبح الإرهاب.
“العلاقة المغربية الخليجية جد استراتيجية، وهي تنبني على التعاون بأبعاد متعددة، إقتصادية وأمنية واجتماعية”. يقول الدكتور محمد زين الدين أستاذ العلوم السياسية في تصريح لـ مشاهد24، ثم يستطرد قائلا: “التحقيب التاريخي لهذه العلاقة، بدأت منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وتعززت بشكل كبير عند وصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم، لاسيما في الشق الأمني والجيوستراتيجي، إلى أن تحول المغرب في يومنا هذا، يضيف المتحدث ذاته، إلى بلد حليف لدول الخليج، ومساهم في استقرارها، ونحن نستحضر الدور الطلائعي الذي لعبه في اليمن، وتوحد موقفه مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي تجاه إيران وسوريا”.
هذه القمة الأولى من نوعها بحسب الدكتور زين دين، مناسبة للتشاور وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تعرفها المنطقة العربية، وتبادل وجهات النظر بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبلورة مواقف موحدة بشأنها، لاسيما في هذا السياق الإقليمي والدولي.
وأردف أستاذ العلوم السياسية قائلا: “أهمية المغرب لدى الخليجيين تكمن في بعد آخر، فالشق الاقتصادي تطور بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، فالمبادلات التجارية أخذت ترتفع بشكل ملحوظ منذ سنة 2012، ففي السنة الفارطة بلغ حجم المبادلات التجارية حوالي 30 مليار درهم، ولم نعد نعاين ذاك الاستثمار التقليدي الذي كان يدأب عليه المستثمرين الخليجيين في السياحة أو العقار، ففي السنوات الأخيرة اتجه المستثمرين إلى الطاقات المتجددة ببلادنا”.
ويرى المتحدث ذاته أن الجانب الدبلوماسي حاضر بقوة في هذه القمة، والتي يتواجد بها العاهل المغربي، و”يتجلى ذلك في سعي المغرب لاستثباب الأمن، ومواجهة المخاطر الارهابية التي تحوم بالمنطقة، وفي المقابل يضيف زين الدين نرى دعم دول الخليج لقضايا المغرب، وفي مقدمتها القضية الوطنية، فالكليعلم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيزور العديد من الدول الخليجية في الأيام القادمة، وستعمل هذه الدول على التأكيد أن مقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب هو الحل الوحيد والأسلم لنهاية هذا المسلسل”.
وشدد زين الدين، أن “أمن وسلامة المغرب هو من سلامة دول مجلس التعاون الخليجي، فهذه القمة يمكننا اعتبارها بقمة “رابح- رابح”، بنفس أخوي وبرؤية واحدة وموحدة تجاه القضايا التي تهم الطرفين”.
وتنعقد هذه القمة الكبيرة، في ظرفية تحفها تحديات أمنية كبرى، وتهديدات الإرهاب والمس باستقرار وأمن الدول، وهي تشكل فرصة سانحة للتأكيد على “وحدة المصير وأهمية أمن واستقرار دول الخليج، الذي يعد من أمن واستقرار المغرب”.
إقرأ أيضا: مزوار: القمة المغربية الخليجية ستعزز الشراكة الإستراتيجية بين الطرفين