هبة أبو كويك “أراجيك”
مكافأة سنوية تمنح لكل من يكرس وقته وجهده في سبيل دعم ومساعدة اللاجئين في كافة أنحاء العالم، جائزة نانسن العالمية التي حظيت بها مؤخرا المدرسة الأفغانية عقيلة عاصفي، تعد من أهم الأوسمة التي تقدمها المفوضية السامية للأمم المتحدة، للحث على الاهتمام بقضايا اللاجئين.
عن هذه الجائزة:
تبلورت فكرة منح هذه الجائزة لأي ناشط أو أي مؤسسة تُعنى بحقوق اللاجئين في العام 1954م، وقد عرفت سابقا بـ “ميدالية نانسن”، وجاء اسمها نسبة للمستكشف النرويجي” فريدجوف نانسن”.
من هو فريدجوف نانسن؟
عالم ومستكشف قطبي ورجل دولة ودبلوماسي وناشط إنساني نرويجي، ولد في العام 1861م، تميز بتعاطفه مع القضايا الإنسانية، نظرا لشعبيته الواسعة تم تعيينه كأول مفوض سام للاجئين في العام 1921م من قبل عصبة الأمم، قام نانسن بأعمال عظيمة عدة، كانت درسا في العطاء لكثيرين ممن ساروا على حذوه فيما بعد، وكرسوا الكثير من جهودهم لخدمة اللاجئين ودعم قضياهم.
كان من ابرز أعمال نانسن:
# قاد نانسن أول عملية عبور لغرينلاند على زلاجات في العام 1888، وهو في العشرينيات من عمره، وكانت تلك أول مغامرة استكشافية له ، تلتها سلسلة استكشافات أخرى.
# في عام 1893م، انطلق في رحلة لمدة ثلاث سنوات لاستكشاف القطب الشمالي على متن سفينة تدعى “فرام”.
# في سن الـ26 عاماً، أكمل أطروحة الدكتوراه حول الجهاز العصبي المركزي البشري.
# في العام 1920، عيّن رئيساً للوفد النرويجي في عصبة الأمم في جنيف، وهو منصب شغله إلى حين وفاته في العام 1930.
# حشد دعم حكومات ووكالات تطوعية عدة، لإعادة نحو 450,000 أسير حرب إلى وطنهم.
# عمل على مساعدة وإعادة مئات الآلاف من اللاجئين إلى بلادهم .
# استحدث ما عرف بـ”جواز سفر نانسن”، فكان أول صك قانوني يستخدم لتوفير الحماية الدولية للاجئين.
# حاز نانسن على جائزة نوبل للسلام في العام 1922م، تقديراً لإنجازاته الهامة، وقد تم استخدام أموال هذه الجائزة لتقديم المساعدات الإنسانية في أوكرانيا.
بعض الحقائق عن هذه الجائزة:
# كانت السيدة إليانور روزفلت هي أول الفائزين بميدالية نانسن، وذلك عام1954م، تقديرا لمجهوداتها المتفانية في مساعدة اللاجئين والقضايا الإنسانية.
# تُمنح هذه الجائزة، وهي عبارة عن ميدالية تذكارية وجائزة نقدية بقيمة 100,000 دولار أميركي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كلّ عام.
# أسس هذه الجائزة فان هوفن غودهارت G.H. van Heuven Goedhart ،أول مفوض سامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة،في عام 1954.
#غودهارت هو من أطلق على الجائزة اسم”نانسن” وذلك تقديرا منه لخدمات فريدجوف نانسن الإنسانية.
# فازت المعلمة الأفغانية اللاجئة عقيلة عاصفي، والتي كرّست حياتها لتعليم الفتيات اللاجئات في باكستان بجائزة نانسن للاجئ لعام 2015 التي تقدّمها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين سنوياً.
# نظّم حفل تقديم الجائزة هذا العام في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأوّل في جنيف، سويسرا.
# شملت قائمة المتحدثين والمشاركين في هذا الحدث باربرا هندريكس، السفيرة الفخرية للمفوضية للنوايا الحسنة مدى الحياة، وسفير المفوضية للنوايا الحسنة جير دواني، والمغنية أنجيليك كيدجو، والفنان التشكيلي سيدريك كاسيمو.
أبرز من فاز بهذه الجائزة:
منذ حصول إليانور روزفلت على جائزة أول فائزة في العام 1954، أختير أكثر من 60 شخصا أو مجموعة أفراد أو منظمة اعترافاً بخدماتهم الاستثنائية المكرّسة للأشخاص النازحين.
في العام 2010 فازت المصورة الصحافية ألكسندرا فازينا، تقديراً لتغطيتها اللافتة للعواقب الإنسانية المدمرة الناجمة عن الحروب.
في عام 2011 فازت جمعية التكافل الإنساني اليمنية بالجائزة، وهي مؤسسة تعنى بمساعدة وإنقاذ اللاجئين والمهاجرين الذين يجازفون بحياتهم خلال رحلاتهم البحرية المحفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن قادمين من القرن الإفريقي.
https://www.youtube.com/watch?v=6LJdUEunR54
في عام2012 فازت بها السيدة الصومالية “حوا عدن” والمعروفة باسم ماما حوا، هي مؤسسة ومديرة برنامج تعليمي طموح في غالكايو بالصومال، لمساعدة النازحات الصوماليات على ضمان حقوقهن، وتطوير مهاراتهن ولعب دور أكثر نشاطاً في المجتمع.
أنجيليك نامايكا، كانت هي الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام2013، وكانت قد أبدت شجاعة منقطعة النظير ودعماً ثابتاً للناجيات من أحداث العنف التي وقعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
عام 2014 سلمت جائزة نانسن للاجئين إلى الشبكة الكولومبية لحقوق المرأة المعروفة بفريق “الفراشات ذات الأجنحة الجديدة لبناء المستقبل””
عقيلة عاصفي الفائزة.. لهذا العام وتحديات المجتمع:
كان الإيمان بأهمية تعليم الفتيات، هو ما دفع بالمدرسة الأفغانية عقيلة عاصفي، لتعليم آلاف الفتيات الأفغانيات، وكسر قيود كانت كفيلة بأن توقعهن في مهاوي الجهل والتخلف. عاصفي البالغة من العمر49 عاما، هي أيضا لاجئة، كانت قد فرّت من كابل مع عائلتها في عام 1992 والتمست الأمان في مخيم ناءٍ للاجئين في كوت شندنا.
شعرت عاصفي بالخوف على الفتيات اللواتي لا يحصلنَ على التعليم هناك. حيث كانت معظم الفتيات يبقينَ في المنزل بسبب التقاليد الثقافية الصارمة، وبالرغم من التحديات الكثيرة التي واجهتها، تمكنت من تعليم آلاف الفتيات اللاجئات في المرحلة الابتدائية.
استطاعت عاصفي بمثابرتها وثباتها إقناع المجتمع من حولها، وكان لزوجها دور كبير في مساعدتها عبر الوصول إلى رجال القبائل هناك وحثهم على ضرورة إرسال بناتهن للتعليم.
اجتهـاد ونجـاح:
بدأت عاصفي بتعليم مجموعة صغيرة من التلميذات في خيمة تعليم مؤقتة. وكانت تنسخ أوراق العمل بيدها للتلميذات على أوراق بيضاء. واليوم أصبحت تلك الخيمة مجرد ذكرى بعيدة، أما اليوم فيذهب ما يزيد عن ألف طفل إلى المدارس الدائمة في القرية بفضل المدرسة المؤقتة السابقة التي أنشأتها عاصفي.
يقول سفير المفوضية للنوايا الحسنة خالد حسيني: “يعتبر الوصول إلى التعليم حقّاً أساسياً من حقوق الإنسان. ولكن بالنسبة إلى ملايين الأطفال اللاجئين هو شريان الحياة لمستقبل أفضل حرُموا منه بصورة مؤثرة، وتعمل المفوضية لمنح كافة الأطفال اللاجئين الفرصة للذهاب إلى المدرسة. وقد بيّنت لنا عقيلة عاصفي أنّه عندما نتحلّى بالشجاعة يُمكننا إحداث التغيير. ولا بدّ لنا من مواصلة كفاحها”.
نانسن جائزة تقديرية، مُنحت لعقيلة عاصفي ومن سبقوها ممن أسهموا في خدمة قضايا اللاجئين، ومن المؤكد أن تحقيق شيء ذا قيمة أو إحداث تغيير في حياة النازحين، كان أهم ما سعى إليه هؤلاء.