“عبدة شيطان، معادون للأديان، يريدون بث أفكار غريبة في وعي المجتمع”، اتهامات من ضمن أخرى كثيرة متعلقة بمحبي موسيقى الميتال، انتشرت مؤخراً على الانترنت عقب قيام نقيب الموسيقيين المصريين السابق هاني شاكر، بتوقيف 3 حفلات موسيقية لـ ”عبدة الشيطان”.
لكن بعيداً عن القناعات المسبقة التي لا يوجد على معظمها دليل حول ارتباط موسيقى الميتال بأي موقف ديني، نستعرض في هذا التقرير بعض الحقائق الهامة التي من شأنها دحض الكثير من الخرافات حول الموسيقى الصاخبة.
البدايات
ولدت موسيقى الهيفي ميتال أواخر ستينيات القرن الماضي، نتيجةً لتطور تقنية تضخيم الصوت، فاشتعلت المنافسة حينها بين فرق Led Zeppelin وThe Who، في حين قررت فرقة Black Sabbath أخذ المنافسة إلى مستوى جديد من خلال الأصوات العالية وكلمات الأغاني وشكل الألبومات.
وتتزامن أولى محطات ربط موسيقى الميتال بالشيطان، مع طرح الألبوم الأول لفرقة Black Sabbath، عندما تم وضع شكل الصليب المقلوب على غلاف الألبوم، بجانب كلماتٍ تشير إلى السحر الأسود.
كما قررت شبكة صغيرة من فرق الميتال بالنرويج عبادة الشيطان، فقامت بحرق بعض الكنائس في العاصمة اوسلو.
بلاك ميتال وحقيقة معاداة الأديان
بلاك ميتال (الميتال الأسود) هو نوعٌ من موسيقى الميتال، يتميز بسرعة إيقاعه وأصوات الغيتار الكهربائي المشوهة والمهتزة، وأصوات المغنيين الخشنة والصريخ، وتتمحور كلمات أغاني البلاك ميتال في معظمها حول الموت والدمار والبعث والكوارث العالمية والكراهية، بجانب مهاجمة الأديان.
الموجة الأولى من البلاك ميتال، بدأت مع صياغة المصطلح على يد فرقة Venom البريطانية من خلال ألبومهم الثاني Black Metal الذي صدر في العام 1982، والذي ركز بشكل غير مسبوق على الكلمات المعادية للمسيحية والمرتبطة بالشيطان، كما تميزت موسيقاهم بسرعة الإيقاع والصريخ أثناء الأغاني، فيما توالت بعد ذلك الفرق التي تنتهج نفس النمط.
أعلن العديد من مغني الميتال في هذه الفترة عداوتهم للأديان وللمسيحية تحديداً، فيما عرض بعضهم نفسه كعبدة للشيطان، فضلاً عن تعبير أغانيهم عن مثل هذه المعتقدات.
أما البعض الآخر، فعبر عن معاداتهم للمجتمع ومعتقداته وسعيهم لنشر الإرهاب، إذ قام بعضهم بحرق الكنائس كالمغنيفارغ فيكرنز مؤسس Burzum الذي سُجن لمدة 21 عاماً بسبب حرقه 3 كنائس باوسلو وقتله أحد منافسيه.
ميتال صديق للأديان
وفي حين يأخذ البلاك ميتال القاسم الأكبر من التهم المرتبطة بعداوة موسيقى الميتال للأديان، فإن هناك نوعاً من أنواع الميتال يعتبر غير معادٍ للدين المسيحي، وهو الميتال الأبيض أو الميتال المسيحي، الذي تؤديه فرق معظم أفرادها من المؤمنين بالمسيحية.
وتتمحور كلمات الوايت ميتال حول الجوانب الإيجابية للإيمان، فيما يروج البعض من الأغاني لتعاليم المسيح، بجانب مهاجمة بعضها معادي المسيحية، ومن أشهر فرق الوايت ميتال الموجودة على الساحة الآن For Today وWar of Ages.
جدير بالذكر أن هناك فرق بلاك ميتال غير معادية للمسيحية، بل تروّج بعض أغانيها لجوانب إيجابية للدين، مثل فرق Horde وAntestor وCrimson Moonlight.
علامة القرنين وعلاقتها بالشيطان
وفي حين اشتهر ديو بالعلامة، فإنه يرجح أن أول من استخدمها كان جينكس داوسون من فرقة Coven، فيما ظهرت نسخة كارتونية لمغني فرقة Beatles جون لينون وهو يرفع يده بهذه العلامة على غلاف ألبوم Yellow Submarine.
العلامة تم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها إظهار الولاء للشيطان؛ لأن شكل الأصابع مرتبط برقم 666، حيث كان بعض المسيحيين في الأزمنة القديمة يخاف من هذا الرقم الذي يوصف بأنه رقم الوحش بسبب الاعتقاد بأنه يشير إلى الشيطان أو المسيح الدجال كما ذكر في الآية 13:18 من رؤيا يوحنا.
ديو يقول إن هذه العلامة تسمى “كورنا”، عرفها من جدته الإيطالية، إذ تعتبر طريقة لتخويف “عين الشر” التي تتسبب في الحظ السيئ، فالأمر أشبه بما يقوم به البعض من الخبط على الخشب.
هذه العلامة استخدمت لاحقاً من جانب مطربين ومشاهير عالميين، مثل ريهانا وبريتني سبيرز وآفريل لافين.
بالمحصلة النهائية، فإن تصرفات بعض فرق الميتال ومشاهيرها ألصقت تهمة معاداة الأديان بمحبي هذه الموسيقى، إلا أن أياً من “تعاليمها” الحقيقية لا يبشر بهذا الفكر.
المصدر : كريم مجدي | هافينغتون بوست عربي