استطاع المغني النمساوي راوول هاسبال أن يصنع حدثاً فريداً من نوعه، وغريباً في تاريخ الموسيقى الغربية، إذ أصدر “دقيقة صمت” بلا كلمات أو لحن، تعبيراً عن تضامنه مع معاناة اللاجئين في مخيمات التهجير بمنطقة تراسكيرشان، التي تبعد 20 كيلومتراً جنوب العاصمة فيينا، وتضمّ آلاف السوريين والكوسوفيين والأفغان.
وقد اجتاحت أوروبا هذه المقطوعة الغريبة التي حملت اسم “دقيقة صامتة من أجل تراسكريشان” قوائم الأغنيات الأكثر استماعاً بشكل سريع جداً، واحتلّت المرتبة الأولى أمس، كما نالت إعجاب لجنة تحكيم مسابقة الأغاني التي ينظمها الاتّحاد الأوروبي.
كما صرّح المغني راوول هاسبال لوسائل الإعلام، قائلا: “لقد رغبت في تقديم الوعي للناس، حتّى يحتجّوا ضدّ السياسات النمساوية والأوروبية”. كما تحدث عمّا يحصل في المخيمات واصفاً حالة المهاجرين بـ”البشعة”، خصوصاَ أنّ عدداً كبيراً منهم ينام في العراء حالياً.
ولم يتردد زوّار المواقع ومعجبو هاسبال عن دفع ما يقارب يورو واحدا للمواقع التي عرضت الأغنية للاستماع، وذلك تعبيراً عن تضامنهم مع القضية، بعدما أعلن، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ أجر “صمته” سيتمّ جمعه والتبرّع به كاملاً إلى اللاجئين الذين يبلغ عددهم 28 ألف شخص ويعيشون ظروفاً صعبة في بلاده.
وذلك أمام عجز النمسا عن تقديم الخدمات الكافية لهذا العدد الكبير من اللاجئين، ما جعل جمعيات حقوق الإنسان تدقّ ناقوس الخطر في العالم.