عاشت مدينة هيبون الأثرية أجواء احتفالية بهيجة وأهازيج فلكلورية صنعها طلبة جامعة باجي مختار بمناسبة انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي الطلابي في طبعة تجريبية رمزية احتفاء بعودة الحياة لأطلال المسرح الروماني، بالإضافة إلى نشاطات أخرى، كمعارض لمختلف مشاريع الترميم، وعروض مسرحية و وصلات موسيقية تقليدية وقراءة عامة للكتب في أحضان الموقع الأثري التاريخي.
واحتضن ركح المسرح الروماني في موقع هيبون الأثري بعنابة، افتتاح المهرجان الثقافي الطلابي الأول، في الهواء الطلق وسط ما تبقى من أطلال المدينة التي غمرها النسيان في الأتربة تحت كنيسة لالة بونة وسط مدينة القديس سانت أوغستين.
ونجحت السيدة أقحام ياسة، مديرة الخدمات الجامعية لناحية سيدي عمار بجامعة باجي مختار، في رفع التحدي وإطلاق المهرجان الثقافي الطلابي الأول وسط أطلال مسرح هيبون العائد للقرن الأول الميلادي، محققة بذلك حلما شخصيا لطالما راودها منذ طفولتها على حد قولها، حيث ارتكزت رؤية السيدة ياسة والفريق المساند لها، على إخراج النشاط الطلابي إلى الفضاءات الثقافية، خصوصا المعالم الأثرية منها، لتمكين الطلبة من الاطلاع على تاريخ وتراث المدينة العريقة والمساهمة أيضا في التعريف به والحفاظ عليه، مع العلم أن هذه التظاهرة الطلابية ساهمت في تنظيف المسرح المغمور بالأتربة منذ سنوات طويلة وجعله ينبض بالحياة والنشاط الفني والأدبي وللمسرحي الذي كاد ينقطع عن ركحه للأبد.
ومن جهته؛ أشاد رئيس قسم المراقبة والتنسيق صغيري علي بالجهود المبذولة من كل الأطراف المساهمين بما فيهم مديرية الثقافة الوصية على الموقع الأثري لبعث هذا النشاط الفني.
وقدم الطلبة المشاركون في المهرجان برنامجا ثريا اشتمل على وصلات إنشادية وشعرية، واستعراضات قتالية، إضافة إلى مونولوغ ووصلات موسيقية مع فرق طلابية أمتعت الجمهور الذي غصت به مدرجات المسرح الروماني.
كما احتضنت الساحات القريبة من المسرح الروماني بمناسبة هذا المهرجان الطلابي معرضا لمختلف مشاريع ترميم المعالم الأثرية، من تقديم ديوان استغلال وتسيير الممتلكات الثقافية المحمية الذي حضر برنامجا ثريا بالمناسبة، يتضمن عدة نشاطات ثقافية للتعريف بالمعالم الأثرية لمدينة عنابة على مر العصور.