رغم “تراجع مكانة القصيدة العمودية، أمام بقية الأشكال الأخرى التي تكتسح المجال الشعري،” فإنها حسب عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، “لم تفقد ألقها الذي تظهر من حين لآخر نصوص تبرزه وتؤكده”، وذلك شأن ديوان “رسائل النار والماء” للشاعرة سميرة فرجي الذي صدر عن مطبعة المعارف الجديدة في طبعة أنيقة من 189 صفحة من القطع المتوسط تتصدرها لوحة للفنان محمد الشاوي.
المجموعة التي تتضمن 22 نصا موزعا بشكل كلاسيكي صدرا وعجوزا، نالت إعجاب الأديب عباس الجراري الذي عبر عنه في تصديره للديوان قائلا: “سعدت بالإطلاع على ديوان “رسائل النار والماء” للشاعرة المتفننة الأستاذة المحامية سميرة فرجي، فأعجبت بما تتمتع به من إمكانات ذاتية وقدرات تعبيرية، فبالإضافة إلى لغتها الرشيقة وعباراتها الجميلة الأنيقة، وصورها الرائعة البديعة، فهي تعنى بالتشكيل الموسيقي المطرب، تضبطه بأنماط إيقاعية داخلية وخارجية، تتعامل معها بعفوية وتلقائية، وفق ما يتطلبه الوضع وتقتضيه المعاناة…” ليخلص في نهاية تقديمه إلى موقعة الشاعرة “موقعا طليعيا في ساحة الشعر العربي، يدعو بإعجاب وتقدير إلى كثير من الاعتزاز بها والافتخار”.
الديوان قسمته صاحبته إلى قسمين:
1- خطاب النار، ويضم نصوص: افهميني، قولوا لها، عناد، بكاء الرجال، خيبة، ارحل، تحرر، اللبوءة بالتبني، خطاب الرحيل، خطاب الحسناء، خطاب الجنون.
2- خطاب الماء، ويضم: خطاب التمثال، كيف أنساه، غدر، وبال كحلي، أنا قلتها يوما، طير الأراك، يا أعذب الناس، شهيدة عشق، صحوة، طائر البان، هكذا تكلم القلب.
من أجواء المجموعة في النص الأخير:
ما زال يسكن في عروقي.. في دمي/ لن تطرديه إلى شقائه بالفم
إني وعدتك أن اتوب عن الهوى/ وأصده عني وعنك لتسلمي
لكنه قدري الجميل، أراده/ ملكا على عرشي الفريد الأعظم
ومن قصيدة “خيبة”:
حسبتكَ شهما، حين أركع تركعُ/ وحين أنادي القومَ وحدك تسمعُ
حسبتك لما أستغيث بأدمعي/ وأطلب عونا في حماكَ ستنفعُ
ولكنني ذقتُ المرارةَ بعدما/ وجدتك تسعى كالأفاعي وتلسعُ
تحبُّ، ولكن في تكتم سارقٍ/ إذا خاف من وقع الفضيحة يهرعُ
جبانٌ، وفي جبن الرجال مذلةٌ/ وجبنكَ من جبنِ النساءِ لأفظعُ
صدر للشاعرة التي تشتغل في سلك المحاماة بوجدة، ديوان أول “صرخة حارك” سنة 2010، كما سيصدر لها قريبا ديوان ثالث موسوم بعنوان “ربيع البحر”.