أشرف سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، ورئيسة ديوان المكتب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة، سوزانا مالكورا، مساء أمس الاثنين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، على افتتاح معرض بعنوان “تمرد”، مخصص لموضوع حقوق الإنسان.
وأبرز السيد عمر هلال، في كلمة افتتاحية، أن هذا المعرض “كان خاصا جدا من عدة نواح”. أولا لأنه “مخصص لحقوق الإنسان”، مذكرا بأنه تم تنظيمه على هامش المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان، الذي انعقد بمراكش في نونبر 2014، الذي شكل “لحظة خاصة لحقوق الإنسان”.
وأضاف السيد هلال أن “هذا المعرض يعتبر أيضا خاصا بالنظر إلى تنوع تركيبته”.
وكان المعرض الدولي لمنتدى مراكش قد ضم 27 لوحة لفنانين عالميين مشهورين ينتمون ل16 بلدا، هي بنين ولبنان وسورية والعراق والبحرين والسعودية وتونس والجزائر وفلسطين وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا واليونان وبريطانيا وسويسرا والمغرب.
وقال الدبلوماسي المغربي إن هذا المعرض يعد “تعبيرا عن تنوع عالمنا”، مجددا التأكيد على “كونية حقوق الإنسان”.
وذكر، في هذا السياق، بمضمون الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى منتدى مراكش، والتي أكد خلالها على “أنه إذا كانت كونية حقوق الإنسان أمرا لا يمكن التشكيك فيه، فإن الكونية لا تعني أبدا التعبير عن فكر أو نمط وحيد، بل يجب أن تشكل في جوهرها، نتاجا لدينامية انخراط تدريجي، عبر مراحل، تصل بها إلى درجة من التملك الفردي والجماعي، تجد فيه التقاليد الوطنية والثقافية مكانها الطبيعي، حول قاعدة قيم غير قابلة للتقييد، دون تعارض أو تناقض معها”.
ومن هنا، يضيف العاهل المغربي، “فإن الكونية تكتسب مشروعية أكبر، حينما تمثل التنوع الإنساني وتحميه، وعندما تتبناها كل شعوب وثقافات العالم، وتساهم في صنعها وبلورتها”.
وأضاف السفير أن هذا المعرض كان مميزا بالنظر إلى الرسالة القوية التي أراد إيصالها، والتي تجد تعبيرها الواضح جدا في عنوانه “تمرد”.
وأبرز أن الفن بصفة عامة، والفن التشكيلي على وجه الخصوص، شكلا على الدوام أداتين استثنائيتين للتعبير عن الآراء، والسعي من أجل التمتع بحقوق الإنسان والتصدي لانتهاكات هاته الحقوق، مضيفا أن أفضل مثال على ذلك هو العديد من اللوحات المخصصة لإعلان حقوق الإنسان والمواطن لعام 1789.
وأوضح أن اللوحات المعروضة اليوم “تمثل تعبيرات خاصة لمبدعيها، ونضالهم من أجل العيش بكرامة، ضد القمع والخوف والظلم وعدم المساواة في العالم”.
وأشار إلى أن “هذه اللوحات تعد وسيلة للتعبير أراد من خلالها الفنانون المشاركة بشكل فردي وبطريقة مسؤولة في النقاش السياسي والعمومي”، لافتا الانتباه إلى أن “الأمر لا يتعلق هنا بتعبير عن ثورة ضد القواعد أو ضد النظام العام، وإنما المساهمة في تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون”.
من جهتها، عبرت السيدة مالكورا عن شكرها للمملكة على تنظيم هذا المعرض “المخصص لحقوق الإنسان”، الذي يعد موضوعا “هاما بالنسبة للأمم المتحدة”.
وفي إشارة إلى تصريحات الأمين العام الأممي بان كي مون، أكدت السيدة مالكورا أن “حقوق الإنسان ليست لها حدود”، مشيرة في هذا السياق إلى مبادرة الأمين العام الأممي المتعلقة بـ”حقوق الإنسان أولا”، والتي ركز مخطط عملها على ثلاث نقاط هي: السلام والأمن وحقوق الإنسان.
وقال مندوب المعرض يونس أجراي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المعرض الجماعي هو ملخص للتصور الأصلي الذي تم تقديمه في إطار المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان بمراكش، على اعتبار أنه يعرض 46 لوحة فقط من بين أزيد من 80 عملا فنيا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه اللوحات عرضت في قصر الأمم في جنيف على هامش الدورة ال28 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وسيتواصل هذا المعرض في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى غاية 24 أبريل 2015.
وتميز حفل افتتاح هذا المعرض بمشاركة أزيد من مئة شخص من بينهم مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، وسفراء معتمدون لدى المنظمة الدولية، فضلا عن حضور ممثلين عن المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية.
الصورة: من اللوحات المعروضة في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش.(أرشيف).