البحث عن رفات “لوركا” مهدد

فشلت حتى الآن، ثلاث محاولات للعثور على بقايا رفات الشاعر الاسباني فيديريكو غارثيا لوركا؛ ابتدات أولاها عام 2009، بتشجيع من عائلته وتأييد من عشاق الشاعر وشعره، وقد تحول الى ما يشبه الاسطورة في وجدان ومخيال الشعب الاسباني، تعاطفا مع المصير التراجيدي الغامض الذي آل اليه.
وأحيا العثور مؤخرا على ما يعتقد انها بقايا رفات الاديب الاسباني الخالد الذكر، ميغيل دي ثيرفانتيس، في احدى المدافن الكنسية بالعاصمة الاسبانية مدريد، أمل الفريق الباحث الذي يقوم حاليا بالمحاولة الثالثة والمكون من 18 منقبا، بضواحي غرناطة.
وصرح رئيسهم، خافيير نافارو، أنهم باتوا قريبين من هدفهم، بل لا تفصلهم عنه الا بضعة امتار، لكن الفريق صدمه موقف حكومة الاندلس المستقلة التي رفضت الاستمرار في الانفاق على عمليات الحفر بدون جدوى، وتعللت بأنه يكفي ما رصدته من مال عمومي للعملية دون طائل؛ لكن الفريق الباحث يرد على السلطات الاندلسية، بحجة ان الحفر لتحديد مدفن ثرفانتيس، كلف حكومة مدريد المستقلة اكثر من مائة الف يورو، بينما يطلب الفريق الاندلسي اضافة مبلغ بسيط في حدود 16500 يورو، فقط لاكمال عمليات الحفر والوصول الى النتيجة المأمولة.
ونصحت الحكومة المحلية،الفريق المنقب عن رفات الشاعر القتيل، باللجوء الى الميسورين لتغطية نفقات العملية او للهيئات الخاصة.
ويشك مختصون في التمكن من حقيقة نهاية الشاعر،لوركا، الذي اعدم ليلة السابع عشر من اغسطس عام 1936، إثر تمرد العناصر المحافظة في الجيش الاسباني على النظام الجمهوري الشرعي،ما ادى الى اندلاع حرب اهلية طاحنة انتهت بهزيمة الجمهوريين عام 1939.
ولم تظهر سلطة الجنرال، فرانكو، الذي استمر في الحكم لغاية نهاية عام 1957 أي اهتمام لرفع الغموض الذي احاط بموت الشاعر، على الرغم من قيمته في تاريخ الاداب الاسبانية، ما يعني ان النظام الديكتاتوري، كان شاعرا بمسؤوليته عن اختفاء لوركا، ولم يغفر له انه كان عضوا في ديوان احد وزراء الحكومة الجمهورية.
ويشك مهتمون بالموضوع،ان يكون لوركا، راقدا في المكان الذي وضع فيه جثمانه، لما لحق تلك المنطقة (ضواحي غرناطة) من اعمال الحفر حيث اقيمت مشاريع عمرانية ومنشآت على الانقاض؛ بل يساورهم اليقين ان الجرافات مسحت آثار القبر وتناثرت الرفات اذا صح مكانها.
واذا ما تحققت المعجزة، وتم العثور على دلائل قبر لوركا، فان المكان قد يتحول الى مزار، سيقصده الزوار والمهتمون والفضوليون، على غرار ما يتم الاستعداد له في مدريد، منذ الشهر الماضي، حيث شرع سكان الحي الذي عثر في كنيسته على بقايا ثرفانتيس، في استعادة كل ماله صلة بمؤلف رائعة ” دونكيخوطي دي لا مانشا” السفر الذي اثر في الاداب العالمية.
ويامل السكان، بعد انتهاء التحاليل المخبرية والتأكد القطعي من الحمض النووي لثرفاتتيس،ان يصبح المكان والمنطقة مزارا، ليس للقادمين من العالم الناطق بالاسبانية فقط بل من سائر البلدان.
وبوجد اجماع بين المؤرخين والمنقبين والاطباء والاركيولوجيين، على وجود بقايا ثرفانتيس، ضمن مجموعة 17 ميتا دفنوا يرقدون الى جانب ثرفانتيس، في نفس المرقد.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *