تم، أمس الثلاثاء بطنجة، ( شمال المغرب)، تقديم كتاب بعنوان “طنجة .. مدينة الحوار بين الثقافات”، خلال لقاء نظمه النادي المحلي لليونيسكو، بشراكة مع الجماعة الحضرية.
ويستعرض هذا الكتاب مقالات ونصوص بعض الخبراء حول تاريخ مدينة البوغاز ومؤهلاتها، فضلا عن مداخلات ممثلي مختلف الجاليات التي تعيش في طنجة، التي قدمت خلال لقاء نظم قبل نحو ثلاث سنوات بهذه المدينة.
وقال محمد بن مسعود، ممثل مكتب نادي اليونسكو بطنجة، متحدثا في هذه المناسبة، إن اللقاء الذي نظم خلال شهر نونبر 2012، كان يهدف إلى إبراز وترسيخ قيم ساكنة مدينة البوغاز، التي تقوم على التعايش والصداقة بين مختلف الجاليات، والعمل من أجل أن تصبح المدينة “تراثا عالميا”.
وأضاف السيد بن مسعود أن مداخلات الخبراء المغاربة والأجانب تعد بمثابة شهادات حية وبليغة التي تمنح طنجة بعدا رمزيا، وتعزز موقعها في الساحة الدولية.
وأبرز، في هذا السياق، أن أنشطة نادي اليونيسكو بطنجة تلامس العديد من المجالات لتعزيز هذا الموقع، بما في ذلك التي تهم قطاعات التعليم والثقافة والعلوم والبيئة والتراث، مذكرا بالأبعاد الرمزية الكامنة وراء إنشاء “متحف التراث” وإنجاز دراسة حول “التراث المشترك” بين جهة طنجة تطوان والأندلس ومشروع “مدينة العلوم” بطنجة.
من جانبه، قال نائب رئيس الجامعة الحضرية لطنجة، حسن السملالي، إن الكتاب يستعرض المراحل التاريخية المختلفة لمدينة طنجة، مشيرا إلى أن مدينة طنجة ستقدم مستقبلا ترشيحها كتراث عالمي لليونيسكو.
وأضاف أن “مدينة طنجة وباحتضانها لجاليات أجنبية مختلفة والتي تتعايش فيما بينها بوئام، تقدم المثال الحي لكل إنسان يطمح للعيش في سلام مع جيرانه”.
من جهته، أكد ممثل اليونيسكو لدى المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس، مايكل ميلوارد، دعم المؤسسة لنادي اليونيسكو بطنجة، الذي يشكل، من وجهة نظره،نموذجا يقتدى به على الصعيدين الدولي والوطني، والذي يسخر جهوده لإبراز القيمة التاريخية ومؤهلات مدينة البوغاز.
وأبرز السيد مايكل ميلوارد أن التوافق والتفاهم بين مختلف الجاليات هو اعتراف ضمني عميق بهوية طنجة الحقيقية وتاريخها وتراثها، ودعما مهما لتعزيز انفتاحها تجاه الآخر لخدمة قضايا السلام والتنمية من خلال التعليم والعلوم والثقافة، مشيرا إلى أن الحوار بين الثقافات في المغرب مميز جدا ويستند إلى أسس متينة يؤثثها التاريخ العريق.
وتمت الإشارة، بالمناسبة، إلى أن مدينة طنجة لديها موقع جيو-استراتيجي وواجهتين بحريتين مهمتين، تساهم في تعزيز مؤهلاتها الحيوية ودورها كصلة وصل بين أوروبا وإفريقيا، إضافة إلى كونها تؤمن ما يقرب من 30 بالمائة من حركة النقل البحري العالمية، كما أنها تعد جزءا أساسيا من الذاكرة الجماعية الوطنية والدولية من خلال مسارها التاريخي الاستثنائي.
كما تمت الإشارة إلى استراتيجية تثمين التراث في جهة طنجة – تطوان، التي ترتكز على مبدأ المحافظة على المكتسبات والعمل على تطوير مشاريع جديدة في اطار مقاربة مندمجة ومتكاملة تضمن التوازن بين مختلف مكونات الجهة.
حضر هذا اللقاء ممثلو اللجنة الوطنية لليونيسكو، ووزارة الثقافة، والجامعة الدولية بالرباط واللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم.