مسرح “سرفانتس” بطنجة..معلمة ثقافية تواجه شبح الانهيار

يواجه مسرح “سرفانتس” العتيق، أحد أبرز المعالم الحضارية والثقافية بمدينة طنجة، شبح الانهيار بسبب الوضعية التي آل إليها.
ويعود تاريخ افتتاح المسرح، الذي يعتبر تحفة معمارية إسبانية، إلى عام 1913، حيث كان جزءا من الحركية الثقافية التي تشهدها المدينة الشمالية والتي كانت محجا لعدد من المبدعين من أوروبا وأمريكا وأيضا شاهدة على تعددية دينية وثقافية جمعت المسلمين واليهود والمسيحيين.
اليوم يعيش المسرح “حالة يرثى لها”، وهو ما يصعب على الفاعلين الثقافيين والمبدعين بمدينة البوغاز تقبله.
فمسرح “سرفانتس” شاهد على فترة ذهبية في التاريخ الثقافي المعاصر لمدينة طنجة، وهو بدوره شاهد على قصة حب جميلة بين ثري إسباني هو مانويل بينا وزوجته إسبيرنزا أوريانا، حيث كان تشييده عربون محبة من الثري الإسباني لزوجته العاشقة للمسرح.
بعد فترة ذهبية عاشها مسرح سرفانتس، تخللتها عروض مسرحية لفرق مغربية وأجنبية وحفلات رائعة لموسيقى الفلامينغو، أغلق المسرح منذ 1974 لتستمر حلقة التدهور التي تهدد اليوم جزءا من تاريخ مدينة طبقت شهرتها الآفاق في منتصف القرن الماضي.
يحتاج المسرح اليوم إلى تحرك سريع من قبل المغرب وإسبانيا للمساهمة في الحفاظ على هاته المعلمة الثقافية، حيث يعتقد الفاعلون الثقافيون أن صيانته لن تكون فقط حفظا للذاكرة المشتركة بين المغرب وإسبانيا، بل ستمكن أيضا من استغلاله كمركز للتكوين في مهن المسرح.
آخرون يرون أن التطور الاقتصادي والعمراني الذي تشهده مدينة البوغاز يجب أن يأخذ كذلك بعين الاعتبار الحفاظ على موروثها الثقافي الذي كان شاهدا على فترة ذهبية تسعى اليوم جاهدة إلى استعادة ولو جزء منها.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *