فاجأ المخرج هارون الكيلاني، المعروف بنزعته التجريبية، جمهوره الجزائري بمسرحية ذات منحى فكاهي ساخر، تحمل عنوان “ليلة القبض على جحا”.
وبرّر الكيلاني هذا التحوّل بكون المسرحية أُنتِجت في مدينة المدية، مسقط رأس نجم الفكاهة في العقود الثلاثة التي تلت الاستقلال، حسان الحسني، وبحاجة اللحظة الجزائرية الراهنة إلى التعبير عنها بالضحك والسخرية، لأنها ثمرة للعبث على أكثر من صعيد.
هذه الخلفية جعلت الكيلاني يستبعد جحا العربي المعروف بأبي الغصن دُجين الفزاري الذي ظهر في العصر الأموي، وجحا التركي المعروف بالشيخ نصر الدين خوجه الرومي، ويصوغ “جحاه” كما تقتضيه اللحظة الجزائرية الراهنة.
وأقرّ المخرج هارون الكيلاني وفقا لصحيفة “العربي الجديد” بأنه تصرّف كثيراً في النص الذي كتبه حسين طيلب، لينسجم مع الواقع الجزائري والعربي اليوم، وعمد إلى زرع إشارات إخراجية تقول النفق، ورغبة الذوات في الخروج منه، ومنها المصابيح المثبّتة في الرؤوس والمحمولة في الأيدي.
تتميّز المسرحية التي أنتجتها “جمعية بن شنب” بلغة شعبية حفرت في المتناقضات، واستثمرت في الدعابة السوداء لقراءة ملامح ربيع عربي جمع بين أشواق الإنسان إلى الحرية، وأشواك الطريق إلى بابها الذي صوّره جحا الجزائري على شكل نكتة تدفع إلى العبوس.
ومن المنتظر أن يشارك العمل في مسابقات الدورة الحالية من “المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي” نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري.