صدرت ضمن منشورات مركز محمد السادس لحوار الحضارات بجمهورية الشيلي (يناير 2014) الترجمة الإسبانية لديوان “ما لم يقل بيننا” للشاعرة والروائية المغربية فاتحة مرشيد. أنجز الترجمة الشاعر والفنان التشكيلي الشيلي- الفرنسي بابلو بوبليطي. وبهذه المناسبة، وبتنظيم من سفارة المغرب بالشيلي، أحيت الشاعرة فاتحة مرشيد أمسيتين شعريتين باللغتين العربية والإسبانية مع تقديم للديوان من طرف المترجم بمدينة فينيا دي لمار الساحلية وكذا بالعاصمة سانتياغو.
وحسب بيان صحافي، تلقى موقع ” مشاهد” نسخة منه، فقد كتب الشاعر بابلو بوبليطي في مقدمة الديوان *:
“جميع اللغات تنتمي الى الشاعرة المغربية فاتحة مرشيد.
بالرغم من أن الشاعرة لا تتقن كل اللغات إلا أنها تتكلمها جميعا.
هي، شعرها، بنظرتها الكونية الثاقبة وعوالمها المغناطيسية، بأحاسيسها الإنسانية، بسخائها الشعري. تلك التي تتفتح بحس وردة عاشقة، تلك التي تحمل على عاتقها ألم الحب بأناقة وعظمة الجمال، تلك التي تلبس كل الأطياف الجمالية متفوقة على كل تحليل مفاهيمي و نقدي ككل الأعمال العظيمة للفنانين المتميزين. هذا ما يحمله لنا بحضوره الرفيع ديوان “ما لم يقل بيننا”.
إحساس، حقيقة، سمو شعري بكلمات أطلقتُ عليها اسم: “الصمت الأخرس”، ذاك الذي لا يمكننا أن نبوح به، يمكننا فقط التعبير عنه داخل الفضاء الحميمي المقدس بقلب مرهف، متجدر، حاضر في كل واحد منا.
هذه القصائد هي إيقاعات تنهيدة تفيض بانسياب عاطفي، لترقد بشجاعة أمام مرآة الحقائق وهي تتجرد، ولو رمزيا، من الأنا والآخرون، متفوقة بذكاء إبداعي لذات مكلومة بجراح غائرة. تأخذك في رحلة شعرية نحو قلب القصائد ثم نحو منبع الألم مغيرة بذلك كل الهمائم والمسافات لهويات تخاطب الحكاية بحركية أبدية شبيهة بلعبة الين والينغ.
هنا الشاعرة هي نفس قصائدها أو هي “القصيدة” التي تنشدنا إياها، غناء، ازدهار، تحليق، تنفس وحياة، هي بحد ذاتها، فاتحة مرشيد. لقد استطاعت بهذه القصائد التي تشبه ذاك النهر الخالد اللاّ منقطع الجريان، أن تجمع بين الولع، الغريزة الأنثوية، الشجاعة، التراجع، والاندفاع، في توازن شعري دقيق من نوع رفيع، مقدمة لنا معادلة لأحاسيس إنسانية متنوعة لعاشقين يتواجهان، يتشابكان، يتناقضان، يجتمعان، يتوحدان، يموتان ويعيشان معا. مقدمة لنا، بصورة مثالية، كل الأذواق والنفحات والعطور لثنائية “الحياة-الحب” و” الحياة- البغض” كلها ثراء، تميز، حفيف، همسات، شراسة، هيجان، جنون. إنها دموع لكلمات منتقاة كمحيط يبلل بكل زبده ورغوته ذاك الرداء الفاتن لموسيقى ساحرة، الساكنة في أعماقنا التي لا تفارقنا أبدا.
كل هذا وأكثر هي قصائد الشاعرة فاتحة مرشيد، رقيقة وحادة، كلها أمل وهيبة، حضور جسدي وروحي صاخب. أدعو القارئ المحترم لفتح هذه الصفحات لاكتشاف الجمال وتضحياته الجسام بكلمات ملتبسة، مفعمة بثنائية ” العشق- المعشوق”، تنشدها ببراعة ومهارة الشاعرة المقتدرة فاتحة مرشيد.”
يجدر بالذكر أن ديوان ” ما لم يقل بيننا ” للشاعرة فاتحة مرشيد، الفائز بجائزة المغرب للشعر، قد صدر في طبعته الأولى عن المركز الثقافي العربي، بيروت/ الدار البيضاء سنة 2010 باللغتين العربية والانجليزية. كما صدرت ترجمته إلى اللغة الصينية سنة 2011 ضمن السلسلة الأكاديمية “أشعار وشعوب” تحت إشراف الشاعر والناقد الصيني هوانج ليهاي. أما الترجمة الإيطالية فقد صدرت عن منشورات ليطوكولي الإيطالي (أبريل 2013) ضمن سلسلة “أراضي أخرى”، التي تشرف عليها رئيسة بيت الشعر الإيطالي بكومو الشاعرة لاورا كرافاليا.
*قام بترجمة المقدمة عن الإسبانية الأستاذ زكريا بنحساين.
اقرأ أيضا
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.
أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم
إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.
سوريا.. تعيينات بالحكومة الجديدة ورسم معالم المؤسسة العسكرية
تواصل إدارة الشؤون السياسية في سوريا، العمل على ترتيب البيت الداخلي للبلاد بعد سقوط بشار الأسد.