في لقاء امتزجت فيه لغة الدبلوماسية بمفردات الشعر وعوالمه المجنحة، احتضن بهو مسرح محمد الخامس، في الرباط، ليلة أمس الأول، حفلا بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال السودان.
سليمان عبد التواب الزين، سفير السودان، في الرباط، حرص في كلمته، قبل توقيع ديوانه، “ريثما ينفجر الحزن”، على التذكير بالروابط والقواسم المشتركة التي تجمع بين المغرب والسودان، على امتداد التاريخ.
وفي هذا السياق، ذكر أن هناك حوالي 15 ألف عائلة من المغرب طاب لها المقام في السودان، بفعل الرحلات القديمة، لدرجة أن هناك تجمعات سكنية وأحياء خاصة بالمغاربة، يعيشون في ود وانسجام واندماج وسط المجتمع السوداني.
ومن المعطيات التي كشف عنها السفير، وهو يسترجع صفحات من الماضي البعيد، أن هناك مواطنا سودانيا تعود جذور انتمائه إلى قبيلة جزولة المغربية، استطاع الوصول إلى منصب رئيس وزراء السودان، هو الجزولي فتح الله.
إيمان الونطدي، الشاعرة والإعلامية، ورئيسة جمعية ” زوايا”، منظمة الحفل، بتنسيق مع السفارة، والتي تولت تنشيط اللقاء، بلباقتها وحنكتها، أفسحت المجال لنقاد تناوبوا على المنصة، وأبرزوا خصائص التجربة الشعرية لسفير السودان ومقوماتها.
وكان لافتا توقفهم بالخصوص عند تيمة الغربة وتيمة الثورة، اللتين تنطوي عليهما ثنايا الديوان الجديد للسيد السفير، علما أن لديه ديوانان شعريان، صدرا من قبل، مع الإشارة إلى أنه متخصص في الاقتصاد والقانون، ” و يقتطع من وقته الديلوماسي ليشدو، ويكتب شعرا، ويرفع من شأن لغة الضاد”، حسب تعبير أحد المتدخلين.
بهو المسرح ازدحمت جنباته بعدد من أهل الدبلوماسية والإعلام والثقافة والفن، في حين كانت عازفة القانون يسري شهواد والفنان ربيع لفضالي عازف العود يشنفان الأسماع بمقطوعات موسيقية جميلة، تنعش الروح والوجدان.
وحين وقف الشاعر الدبلوماسي عبد التواب الزين لينشد مقتطفات من ديوانه” ريثما ينفجر الحزن”، عبر عن أمله، في أن لايكون هذا الحزن قد انفجر، ملمحا إلى مايشهده العالم الآن من ترقب وقلق في ظل الهجمات الإرهابية.
للمزيد:سفير السودان في الرباط ينشد شعرا في مسرح محمد الخامس
وبعيدا عن السياسة، اختار الزين قراءة قصيدة قديمة، كتبها يوم عيد الفطر، في بكين يوم كان مبتعثا إلى الصين، تفيض بالشوق إلى شمس السودان، وتقطر حنينا إلى حضن الأهل، ومن مقاطعها:
أواه يابلادنا وحالنا اغتراب
أرواحنا تشوق
يلفها العذاب
أكلما دنونا
يعاودنا السراب؟