بتعاون مع فرع الرباط لاتحاد كتاب المغرب، نظمت مؤسسة “أطلس” التعليمية مؤخرا لقاءين متتاليين مع الكاتب والإعلامي الطاهر الطويل حول كتابه “المسرح الفردي في الوطن العربي: مسرح عبد الحق الزورالي نموذجا” الصادر عن الهيئة العربية للمسرح في طبعتين، الأولى في الشارقة والثانية في الرباط.
وحرص الشاعر أحمد العمراوي (منشط اللقاءين) على تذكير التلاميذ الحاضرين بأن هذا النشاط يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التي سبق للمؤسسة المذكورة أن نظمتها خلال أزيد من عشر سنوات مع عدد من الأدباء والنقاد والباحثين المغاربة والعرب والأجانب، من بينهم على الخصوص: ربيعة ريحان، أحمد المديني، وفاء العمراني، محمد الصالحي، إكرام عبدي، حيدر الحمداني، محمد الجزيري، جليل بناني، أحمد العاقد، ليلى الشافعي، حسن أوريد وغيرهم.
وأجاب الطاهر الطويل على أسئلة التلاميذ التي تمحورت حول قضايا المسرح والسينما والإعلام والتنوع الثقافي بالمغرب وحرية الإبداع وشروط الارتقاء بتقاليد قراءة الكتب.
وأبرز المتحدث أهمية الأدوار المناطة بالمؤسسات التعليمية في هذا المضمار، من خلال إحياء تجارب المكتبات المدرسية وتحفيز التلاميذ على تبادل الكتب في ما بينهم، وتكريس الورشات المسرحية وإدماج المسرح كمادة في المقررات التعليمية، لما لهذا الفن من أدوار نفسية واجتماعية ومعرفية لدى الأجيال الصاعدة.
للمزيد:كتاب ونقاد ومسرحيون مغاربة يضعون عبد الحق الزروالي في مساحات الضوء
كما أشار الطويل إلى أن النصوص المسرحية المغربية الكثيرة تتيح للتلاميذ فرصة تنمية رصيدهم اللغوي وذائقتهم الجمالية، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم في الإلقاء والأداء، وتعزيز الشعور بالثقة في الذات خلال التحدث أمام الآخرين؛ دون أن يغفل أهمية الانفتاح على الريبيتوار العالمي في هذا المجال.
وخصص مؤلف كتاب “المسرح الفردي في الوطن العربي” جانبا من حديثه لمسرحية “رحلة العطش” لعبد الحق الزروالي التي اعتمدها نموذجا للتحليل في الكتاب المذكور، مشيرا إلى أن ذلك العمل يحمل بعدا استشرافيا، ويبدو كما لو أنه كُتب اليوم لتسليط الضوء على بعض جراحات الوطن العربي، رغم أن تاريخ تأليفه يرجع إلى النصف الأول من الثمانينيات. وبهذا الخصوص، تساءل الطويل عما إذا كان الزروالي تنبأ في “رحلة العطش” بثورات الربيع العربي.