المرحومة الحاجة لطيفة القاضي، وسط الصورة، بالجلباب.

هل يحمل استوديو أربعة بإذاعة الرباط إسم السيدة لطيفة القاضي؟

فقدت الساحة  الإعلامية المغربية، أمس الاثنين، صوتا نسويا إذاعيا متميزا، ارتبط بذاكرة المستمعين والمشاهدين في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي، إلى جانب أصوات أخرى مثل لطيفة الفاسي وبديعة ريّان، وأمينة السوسي،ومليكة الملياني، المعروفة باسم السيدة ليلى.

فقد غيب الموت السيدة لطيفة القاضي، عن سن يناهز الثمانين سنة، بعد عمر مهني حافل بالعطاء، باعتبارها من جيل الرائدات، ولم تبخل يوما بالنصح والإرشاد، على كل وافدة من الجيل الجديد من الإعلاميات،كانت بالنسبة لهن، حسب مايحكين، بمثابة الأم والمدرسة معا.

مقر الإذاعة المغربية في الرباط..من هنا كان صوت المرحومة لطيفة القاضي يعانق اسماع المستمعين في كل مكان
مقر الإذاعة المغربية في الرباط..من هنا كان صوت المرحومة لطيفة القاضي يعانق اسماع المستمعين في كل مكان

وفاتها، بعد مرض عضال ألم بها، خلف حزنا بليغا في نفوس كل الذين تعاملوا معها، أو عرفوها عن قرب. كانت إعلامية وإنسانة في منتهى التواضع والبساطة، ولم تزدها السنون إلا خبرة وتجربة في المهنة والحياة.

عبد اللطيف لمبرع ، مدير الأخبار بالإذاعة المغربية (الذي يبدو في الصورة جالسا على يمينها ) ، كتب تدوينة على جداره الفيسبوكي الكلمة التالية: « لطيفة القاضي عرفت بحسن أخلاقها وطيبوبتها، ورحابة صدرها و تقديمها العون والسند لعشرات الصحفيين الشباب الذين التحقوا بالإذاعة نهاية الثمانينيات إذ كانت لهم المثل والقدوة”.

وبدورها كتبت الإذاعية فاطمة أقروط على حائطها الفايسبوكي التدوينة التالية: “الإذاعية ورمز إلقاء النشرات الإخبارية بامتياز …السيدة لطيفة القاضي في ذمة الله ….إلى أين الهروب منك أيها الحزن …. البقاء لله …. وداعا حبيبتي …كنت دوما و لا زلت مدرسة ….. انا لله و انا إليه راجعون . ياه موجع فراقك .”

وفي كلمة جد مختصرة ومعبرة، كتبت الإعلامية الشابة، صباح بنداوود:”رحيل لطيفة القاضي. ..من الرعيل الأول الذي حمل مشعل التأسيس والتألق في دار البريهي. …إنا لله وإنا إليه راجعون”.

ومن جهته، نوه عمر اجانا ب” الراحلة لطيفة القاضي التي عرفت بصوتها القوي وهي تقدم نشرات الأخبار قامة فارعة في المشهد الإعلامي الذي غادرته بعد إحالتها على التقاعد، تعد أول صوت نسائي في الإعلام الإذاعي والتلفزي بالمغرب.”

حسن لشهب، استحضر جزءا من ذكرياته معها، فكتب ممتدحا  صفاتها، حيث  كانت “الحاجة لطيفة القاضي تتميز بالثبات في كل شيء، وحسن الخلق، وخصال التضامن المهني، والتعاطف مع مبادرات الجرأة المهنية الرزينة، و لا تساير ممارسات تهميش القدرات والكفاءات، بل تحتضنها وتدافع عنها.

وأضاف لشهب :”أثناء تقديمها للأخبار الى جانبي باستوديو اربعة- الذي نود ان يحمل اسمها – وأنا رئيس النشرة الإخبارية الإذاعية العربية تمنحني وقتا طويلا لتؤكد أهمية النطق السليم والتوقف الملائم وتحرير الجمل القصيرة .لقد أتاحت لها تجربتها في التقديم والإلقاء خبرة لم تبخل أبدا علينا بمكامنها. ”

وبعد أن تحدث لشهب عن   حقيقة لطيفة القاضي، الحاضرة بقوة في الشاشة، والصوت الإذاعي المسموع بطلاقة، والمتواضعة دوما وأبدا، عبر  عن أمنيته، “كما يرغب في ذلك جل من جايلها، ومن رافقها في محطة مهنة المتاعب، أن يحمل أستوديو أربعة اسم امرأة اسمها لطيفة القاضي”.

يشار إلى أنه  المقرر أن يوارى جثمان  الفقيدة الثرى، اليوم الثلاثاء، بمقبرة الشهداء في الرباط، بعد صلاة الظهر، رحمها الله، وأسكنها فسيح جناته، وألهم ذويها الصبر الجميل.

 

اقرأ أيضا

الجزائر

السياسة الخارجية الجزائرية.. أزمة المحددات والأشخاص

بنت الجزائر عقيدة وثوابت سياستها الخارجية انطلاقا من مخرجات التفاوض الذي خاضته الحركة الوطنية الجزائرية مع المستعمر الفرنسي، مكرسة شعارات سياسية محددة للسياسية الخارجية أكثر منها ثوابت مبنية على نظريات مؤسسة لعلم العلاقات الدولية، مما حول هذه الشعارات إلى نصوص جامدة غير متغيرة في عالم يطبعه التغير والتحول بشكل دائم ومتعدد، أفضت إلى ما أفضت إليه ما بعد انهيار جدار برلين من فقدان البوصلة والرؤية المؤسسة للبعد الاستراتيجي في القرار الخارجي الجزائري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *