حظي فيلم “تمبكتو” للمخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو باهتمام كبير من قبل الصحافة الفرنسية المتابعة لمهرجان كان السينمائي.
الفيلم الذي عرض يوم أمس الخميس والذي يوجد ضمن المسابقة الرسمية، حظي بكل هذا الاهتمام بسبب معالجته لمسألة التطرف التي تعيشها منطقة الساحل والصحراء منذ سنوات. وإن كان مخرج الفيلم من بين من تعودوا على الحضور للمهرجان غير أنها المرة الأولى التي يدخل فيها سباق التنافس من أجل الظفر بالسعفة الذهبية.
“تمبكتو”، أراد له صاحبه على ما يبدو أن يكون صرخة في وجه التطرف الذي يتدثر برداء الدين، وهو يعيد إلى الأذهان كيف يدفع الغلو أصحابه إلى اغتيال موروث حضاري غني مثل ما حصل في مالي بعد استيلاء متشددين على مدينة “تمبكتو” التاريخية وقيامهم بتدمير عدد من مواقعها الأثرية.
المتطرفون، لا يسعون فقط في فرض نظرتهم على التاريخ، بل على الحاضر أيضا من خلال إجبار الناس على تبني مفهومهم للدين الذي ينبذ مبدأ الإكراه.
التصدي لمثل هذه الظواهر هو من صميم عمل الفنان وإلا صار الإنسان غير مكترث لكل هاته الفظاعات التي ترتكب في حق الحضارة وفي حق الإنسان.
في عمله لا يحاول سيساكو أن يوجه صك الاتهام لأشخاص بعينهم بحيث يتم تقسيم العالم إلى أخيار وأشرار وكأن الألوان ليس فيها إلا أبيض وأسود. المخرج الموريتاني مقتنع بأن “الجهادي” هو شخص مثل باقي الأفراد، أخذت حياته منحى مغايرا لأسباب مختلفة، ورغم قناع القسوة الذي يرتديه تتخلل حياته لحظات من الضعف، نحو الجمالية الحياة نفسها. عندما ننقل قصته عبر الصورة، نقوم بأنسنته إلى أبعد حد، يقول سيساكو.
المصدر : https://machahid24.com/?p=11519