أثار مقطع فيديو لعامل نظافة مسن في سنغافورة يبلغ من العمر 91 عاماً ويعمل يومياً لمدة 12 ساعة، تفاعلاً واسعاً وجدلاً مجتمعياً حول ثقافة العمل وكبار السن في البلاد.
وبدأت القصة عندما نشر مدرب اللياقة الأسترالي جيدن لاينغ مقطعاً مصوراً على “إنستغرام” يوثق لقاءه بالعامل المسن داخل أحد دورات المياه العامة في سنغافورة.
وخلال الحديث الودي بينهما، أخبر العاملُ الشابَّ بأنه يبلغ من العمر 91 عاماً ويعمل في نوبة تمتد حتى السابعة مساءً، ما أثار دهشة المتابعين الذين أعجبوا بحيويته وقدرته على أداء عمل شاق رغم تقدمه في العمر.
وسأل لاينغ الرجل عن سر صحته الجيدة رغم عمله الطويل، فأجابه ببساطة: “أعمل، أعود إلى المنزل، وأنام”.
وفي نهاية اللقاء، قام المدرب باحتضان العامل ومنحه مبلغ 200 دولار سنغافوري (نحو 150 دولاراً أمريكياً) كمساعدة رمزية لشراء الغداء، ليبادله الرجل التحية بتحية عسكرية مؤثرة.
المقطع الذي نُشر في 29 شتنبر، تجاوز ملايين الإعجابات وجمع آلاف التعليقات، بين إشادة بروح العطاء والإصرار لدى العامل، وإعجاب بإنسانية الشاب الأسترالي، وبين نقاشات واسعة حول واقع كبار السن في سوق العمل السنغافوري.
ورأى بعض المعلقين أن استمرار المسنين في وظائف مرهقة بدافع الحاجة أمر يدعو للحزن، بينما اعتبر آخرون أن العمل يمثل وسيلة للحفاظ على النشاط الجسدي والعقلي ويمنح المسنين إحساساً بالجدوى والانتماء.
كما شارك مستخدمون قصصاً عن آبائهم وأمهاتهم الذين اختاروا العمل طوعاً بعد التقاعد لتفادي الشعور بالعزلة أو الملل.
وتأتي هذه المناقشات في ظل تحذيرات من تسارع وتيرة الشيخوخة في المجتمع السنغافوري، إذ تشير البيانات الرسمية إلى أن نحو 20.7% من السكان هم الآن فوق سن الخامسة والستين، وهي نسبة مرشحة للارتفاع إلى 24% بحلول عام 2030، مما يجعل البلاد على أعتاب التحول إلى “مجتمع فائق الشيخوخة”.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير