في واقعة صادمة هزت أستراليا، أقدم رجل صيني “33 عاماً” على ارتكاب جريمة مروّعة عندما سكب إبريق من القهوة الساخنة فوق رضيع يبلغ من العمر تسعة أشهر داخل متنزه عام في مدينة بريسبان، مما أدى إلى إصابته بحروق بالغة، وأثار موجة غضب عارمة في الشارع الأسترالي.
ووفق ما أفادت به صحيفة “نيويورك بوست” فإن الطفل “لوكا”، الذي كان برفقة والدته في يوم عادي من غشت 2024، وجد نفسه ضحية لهجوم عشوائي كلفه العديد من العمليات الجراحية والعلاجات الصعبة، فيما لا يزال أهله يعيشون على أمل أن تختفي آثار هذه المأساة مع مرور الوقت.
وعليه، وجهت السلطات الأسترالية إلى الرجل تهمة “إحداث أذى جسيم متعمد”، وهي من أخطر الجرائم في القانون الجنائي المحلي وتصل عقوبتها القصوى إلى السجن المؤبد.
وأكدت شرطة كوينزلاند أنها أصدرت بحقه مذكرة توقيف، غير أن مجريات التحقيق أخذت منحى آخراً بعد مغادرة الجاني أستراليا خلال أقل من 48 ساعة من تحديد هويته، إذ فر عبر نيوزيلندا عائداً إلى الصين، وهو ما شكّل ضربة قاسية للمحققين الذين كانوا على وشك القبض عليه.
ومنذ ذلك الوقت دخل الملف في دائرة التوتر القانوني والدبلوماسي، حيث ينص القانون الصيني على منع تسليم المواطنين لمحاكمتهم في الخارج، الأمر الذي وضع القضية في مأزق معقد بين كانبيرا وبكين.
وعلى الرغم من أن شرطة كوينزلاند والشرطة الفيدرالية الأسترالية قد سلّمتا ملف الأدلة إلى السلطات الصينية، إلا أن بكين لم تؤكد حتى الآن ما إذا كانت ستتخذ أي خطوات لمحاسبة مواطنها، بينما شدد مسؤولون صينيون في محادثات غير معلنة مع نظرائهم الأستراليين على أن “القانون واضح: لا يتم تسليم المواطنين”.
أكدت السلطات الأسترالية أنها لا تزال ملتزمة بمتابعة القضية بكل السبل الممكنة، حيث يعمل نحو 30 ضابطاً محققاً بشكل متواصل وبالتنسيق مع شركاء دوليين للوصول إلى العدالة.
وقال مسؤولون في الشرطة إن الجريمة كانت “مروّعة وصادمة” وأثّرت بعمق على نفوس المحققين أنفسهم الذين شعروا بخيبة أمل، حين علموا أن المشتبه به تمكن من مغادرة البلاد قبل ساعات فقط من القبض عليه.
وكشفت تقارير إعلامية صينية، أن المشتبه به كان يقيم في أستراليا منذ عام 2019 متنقلاً بين تأشيرات مختلفة، حيث بدأ بتأشيرة عطلة عمل، ثم حصل على تأشيرة طالب، قبل أن يُرفض طلبه الأخير لتجديد إقامته، وهو ما يُعتقد أنه أثار غضبه ودفعه إلى ارتكاب الجريمة في لحظة انتقام عشوائية.
وذهبت بعض وسائل الإعلام الصينية إلى حد القول إن الهجوم ربما كان مدفوعاً برغبة في “الانتقام من المجتمع الأسترالي”، فيما وصفه زملاء سابقون بأنه شخص “صعب المراس ويعاني من مشاكل عقلية”.
أما الطفل لوكا فهو يقترب اليوم من إتمام عامه الثاني، ورغم أن جسده ما زال يحمل ندوباً واضحة على الذقن والكتف والظهر، فإن الأطباء يؤكدون أن حالته الصحية تحسنت بشكل ملحوظ، بفضل مرونة بشرة الأطفال والتقنيات الطبية الحديثة.
وأكد والدا الطفل في تصريحات للصحافة المحلية أن “لوكا يتعافى بصورة أفضل مما كنا نتخيل، ونأمل أن تختفي آثار الحروق تماماً حين يكبر”.

مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير