في خطوة مثيرة للجدل، حصل الملياردير هانز كريستيان راوزينغ على لقب “سير” ضمن قائمة تكريم عيد ميلاد الملك البريطاني تشارلز الثالث، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في مجال الفنون والعمل الخيري، رغم ماضيه المظلم المرتبط بوفاة زوجته الأولى.
وكان راوزينغ، وريث ثروة شركة “تترا باك”، قد أدين عام 2012 بإخفاء جثة زوجته إيفا، التي توفيت نتيجة فشل قلبي وتعاطي المخدرات، داخل غرفة نومهما المُحصّنة في منزلهما بلندن، لمدة ثمانية أسابيع، حيث وُضعت تحت أكياس قمامة وأغطية.
وبرر راوزينغ ذلك في التحقيقات بأنه كان عاجزاً عن تقبل وفاتها أو مواجهة الحياة من دونها.
وتم الكشف عن الجريمة عندما ألقي القبض عليه في حادثة قيادة متهورة، وعُثر في سيارته على أدوات لتعاطي المخدرات، فيما أظهرت التحاليل وجود الكوكايين والمورفين والمواد المهدئة في دمه. وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى شهرين آخرين لقيادته تحت تأثير الكحول.
لكن حياة راوزينغ تغيّرت لاحقاً بعد زواجه من جوليا، التي أسهمت في تعافيه من الإدمان والحزن، وتحول الثنائي إلى من كبار المانحين في العمل الخيري في بريطانيا.
ومن خلال “صندوق جوليا وهانز راوزينغ”، يُقدّم الزوجان سنوياً ما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني للجمعيات الخيرية البريطانية. وخلال جائحة كوفيد، قدما تبرعات طارئة بقيمة 16.5 مليون جنيه، منها مليون لحملة “ميل فورس”.
وفاة جوليا العام الماضي عن عمر 63 عاماً بعد صراع مع السرطان، لم تُنهِ أثرها الخيري، حيث وُصف إرثها من قبل رئيس لجنة الجمعيات الخيرية بأنه “لا يُصدق”.
وفي تعليقه على منحه اللقب، قال راوزينغ: “أشعر بتواضع عميق لهذا التكريم، الذي كان ليعني الكثير لزوجتي الراحلة جوليا. هذا التقدير هو اعتراف بإرثها وعملها الخيري، بقدر ما هو لي.”
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير