حظي الياباني شوراف إيشيدا باهتمام كبير بسبب طريقته المبتكرة في توفير منزل، حيث طَلَبَ من غرباء السماح له بالمبيت في منزلهم.
وفقاً لموقع أوديتي سنترال، نام إيشيدا في أكثر من 500 منزل مختلف على مدى السنوات الخمس الماضية، بعدما ترك وظيفته، وقرر بيع جميع ممتلكاته باستثناء بعض الضروريات التي تناسب حقيبته والسفر في جميع أنحاء اليابان باستخدام مدخراته، حيث يقف إيشيدا كل يوم في المناطق المزدحمة حاملاً لافتة مكتوب عليها «من فضلك دعني أبقى الليلة»، وبقدر ما يبدو الأمر غريباً، إلا أنه يجد دائماً شخصاً على استعداد لاستضافته، ومعظمهم من أصحاب المنازل الوحيدين الذين يحتاجون إلى شخص يتحدثون معه.
فيما يكشف إيشيدا عن تجربة الوقوف بلا حراك، حاملاً لافتة حتى يقترب منه شخص ما: «إنه أمر مثير، مثل إلقاء خطاف الصيد وانتظار سمكة». ومع ذلك، فإن الجزء الأكثر إثارة في التجربة هو الاستماع إلى قصص حياة أصحاب المنزل، والتي يدعي أنها «تشبه قراءة رواية مختلفة كل ليلة، ولا تشعر بالملل أبداً».
إيشيدا أكد أنه كان شخصاً خجولاً ومنعزلاً للغاية، لكن كل شيء تغير خلال أيام دراسته الجامعية عندما ذهب إلى تايوان، حيث التقى الناس وتناول وجبات لذيذة، ما جعله مهووساً بالسفر، لذلك بعد تخرجه في الجامعة، حصل على وظيفة في شركة يابانية بهدف «ادخار المال للسفر حول العالم»، لكنه ترك العمل في سن 28 عاماً وبدأ يسافر منذ ذلك الحين داخل اليابان، وعلى الرغم من تناقص مدخراته، فإنه لا ينوي العودة إلى العمل، بل يحاول بدلاً من ذلك توفير أكبر قدر ممكن من المال للحفاظ على أسلوب حياته الفريد.
إيشيدا كشف تعرضه لانتقادات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص اتهموه بـ «الاعتماد على لطف الآخرين بدلاً من العمل»، لكن أصحاب المنازل الذين رحبوا به في منازلهم وجدوا أن وجوده «قيمة جيدة مقابل المال». حيث إن أكثر من تسعين في المائة منهم من أصحاب المنازل العزاب، ومعظمهم من الرجال، الذين يشعرون بالوحدة ويستمتعون بوجود شخص يتحدثون إليه. فهو يوفر لهم متنفساً من الوحدة المؤلمة، وكل ما عليهم فعله هو السماح له بالمبيت معهم.
انتشرت قصة شوراف إيشيدا مؤخراً في اليابان، ما جعله من المشاهير، حيث تلقى طلبات من أشخاص يتطلعون إلى الترحيب به في منازلهم، وكذلك عروضاً من برامج إخبارية تريد إجراء مقابلة معه، لكن الرجل البالغ من العمر 33 عاماً قال إنه بغض النظر عن مدى شهرته، فإنه ينوي الاستمرار في النوم في منازل الغرباء. واهتمامه الرئيسي في الوقت الحالي هو الرغبة في إعادة زيارة العديد من المنازل التي قضى الليل فيها ويواجه صعوبة في إدراجها في جدول أعماله المزدحم.