بسبب “كبسولة الانتحار” الشبيهة بالنعش، اعتقلت الشرطة السويسرية 7 أشخاص بتهمة ضلوعهم في مساعدة امرأة أمريكية على الانتحار بعدما لجأت إليها لإنهاء معاناتها الطويلة مع المرض “دون ألم”.
وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فتحت الشرطة تحقيقاً جنائياً بعد تبلغها من “مكتب محاماة” في بلدة شافهاوزن، أن عملية الانتحار تمت بمساعدة آخرين داخل الكبسولة في أحد أحياء البلدة. وفيما اعتقل 7 أشخاص لغاية اليوم، يبحث المحققون باحتمال التحريض على الانتحار والاشتراك فيه.
رغم أن البلاد تعتبر ليبرالية للغاية في نهجها تجاه القتل الرحيم، غير أن الكبسولة “ساركو” المصنوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، فتحت نزاعاً قانونياً بعد استخدامها للمرة الأولى من قبل الشركة المصنعة لها “إكزيت إنترناشيونال” لمساعدة امرأة أمريكية عمرها 64 عاماً على الانتحار أمس الأول الإثنين.
وبرّرت المنظمة مساعدتها للمرأة على الانتحار بأنها كانت تعاني لسنوات عديدة من مشاكل خطيرة مرتبطة بضعف المناعة الشديد. وأكدت أن الدكتور فلوريان ويليت، كان الشخص الوحيد الحاضر خلال عملية الانتحار الإرادي.
وفيما يمكن للكبسولة تحريكها ووضعها في أي مكان، اختارت الأمريكية أن تتوفى في الهواء الطلق بمنتجع خاص للغابات في “كانتون شافهاوزن” بالقرب من الحدود السويسرية الألمانية.
وأشارت إلى أنها لم تقدم على استخدام الكبسولة للمرة الأولى إلا بعد اتباع مشورة قانونية؛ تؤكد أن استخدامها لا يتعارض مع القانون في سويسرا.
بعد عملية الانتحار الإرادي، تلقت وزيرة الصحة السويسرية إليزابيث بوم شنايدر استدعاءً من البرلمان السويسري للوقوف عند الشروط القانونية لاستخدام كبسولة “ساركو”.
أكدت الوزيرة أنها لم تمنح الإذن باستخدام الكبسولة، معتبرة أن وفاة الستينية يعتبر جريمة بنظر القانون، وقد يواجه مشغل الكبسولة إجراءات جنائية.
يسمح القانون السويسري بالانتحار عبر مساعدة آخرين، طالما أن الشخص ينفذ انتحاره بمحض إرادته ودون أي تدخل خارجي، أو أن يكون من يقدمون له المساعدة يفعلون ذلك لأغراض مادية.
تعتبر سويسرا الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن فيها للشخص إنهاء حياته بشكل قانوني من خلال اللجوء إلى خدمات أكبر مُنظَمَتين متخصصتين في الانتحار بمساعدة الغير.
أما الطريقة المُستخدمة للموت الاختياري من خلال هذه المنظمتين هي من خلال تناول مادة بنتوباربيتال الصوديوم السائلة، حيث يدخل بعدها في غيبوبة عميقة، يتبعها الموت بعد فترة وجيزة.
أما كبسولة “ساركو” فتقدم نهجاً مختلفاً للموت دون ألم أو استخدام أدوية كما تروّج الشركة المصنعة لها، وتشرح أنها تقتل من خلال إطلاق غاز في الكبسولة يسبّب في خفض مستوى الاكسجين تدريجياً ليدخل الشخص في غيبوبة ثم يموت.
وأثارت هذه الكبسولة جدلاً واسعاً في البلاد من الكشف عنها من قبل الشركة المصنعة لها. والبعض اعتبر أن تصميمها الفاخر يشجع على الانتحار بينما ناهض آخرون طريقة الانتحار بالغاز، معتبرين أنها تعيد التذكير بغرف الغاز التي استخدمت خلال الحقبة النازية.