كشفت شابة أسترالية عن معاناتها الصحية بعد تشخيص إصابتها بمرض نادر أصابها بعد تجاوزها سن الثلاثين، وأثّر في جميع جوانب حياتها، لدرجة أنها وصفته بأنه «سرق شبابها».
وكانت أنيا ستيبين التي تقيم في سيدني، تتمتع بلياقة بدنية عالية وصحة جيدة، ولكن في سن 31 عاماً بدأت تعاني أعراضاً غريبة ظهرت بشكل مفاجئ.
وأشارت أنيا إلى أنها عانت في البداية جروحاً مفتوحة في وجهها لا تلتئم، وزيادة مفرطة وسريعة في الوزن، وتغيرات في الوجه، وإرهاق شديد، بحسب صحيفة «دايلي ميل» البريطانية.
ومع تجاهل الأطباء لهذه الأعراض، وعدم تمكّنهم من تشخيص حالتها بين عامي 2014 و2019، بدأت الفتاة تشعر بالإحباط بشكل متزايد، وأنها «ستموت».
وبعد مرور أربع سنوات، تم تشخيص إصابة أنيا بمرض «كوشينغ»، بعد أن كشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن وجود ورم يبلغ حجمه 6 مليمترات ينمو في الغدة النخامية في دماغها.
مرض كوشينغ هو حالة نادرة تحدث عندما يُنتج الجسم كمية زائدة من الكورتيزول لفترة طويلة من الزمن. وفي حين أن المرض حدث بسبب الورم، إلا أن سبب النمو غير معروف.
وقالت أنيا ستيبين التي تبلغ من العمر حالياً 41 عاماً: «لقد كلّفني هذا المرض صحتي، ووظيفتي، وعلاقاتي، وحتى عقلي».
وأشارت إلى أنه حتى بعد إزالة الورم جراحياً، تعرّضت لصدمة قاسية أخرى؛ حيث أصيبت بالشلل بسبب قصور الغدة الكظرية؛ لأن جسدها لم يكن يُنتج ما يكفي من الكورتيزول.
وقالت أنيا، التي تدرس الماجستير في الصحافة، ولديها عمل رئيسي مخصص للبحث في الكورتيزول و«المفاهيم الخاطئة» المتداولة عبر الإنترنت، إن «كوشينغ هو مرض يحدث مرة واحدة في المليون، ولا يوجد اختبار له».
وأضافت: «بصعوبة كنت أستطيع المشي، ولم أكن أستطيع التنفس، كنت أشعر بأنني أفقد عقلي. كان الأمر وكأنني أعرف أنني سأموت، لكن الجميع يعتقدون أنني مجنونة. زاد وزني 30 كيلوغراماً، وانتفخ وجهي لدرجة تغيرت ملامحي. لذا لجأت للكثير من الأطباء».
وعلى مدى السنوات الأربع التالية، تدهورت صحة أنيا بشكل أكبر، حيث حرمها المرض من قدرتها على التفكير بوضوح أو أداء المهام اليومية الأساسية مثل صنع القهوة.
دخلت أنيا قسم الطوارئ في مستشفى محلي، وطلبت منهم الاستماع إليها وفحص أعراضها المرهقة. وهناك بدأ الأطباء أخيراً في أخذ حالتها على محمل الجد، خاصةً عندما التقت بالطبيبة والباحثة في أورام الغدة النخامية، أستاذة الغدد الصماء المساعدة آن ماكورماك، التي قامت بتشخيص حالتها على الفور.
وبعد فترة وجيزة من تشخيص حالتها، خضعت أنيا لعملية جراحية لإزالة الورم الصغير في دماغها الذي كان يسبب لها المعاناة المستمرة.
وعلى الرغم من نجاح العملية، فإنها أصيبت بقصور الغدة الكظرية؛ حيث لم يعد الجسم يُنتج ما يكفي من الكورتيزول بمفرده.
وفي حين أن هذه النتيجة شائعة وتستمر عادة لمدة تسعة شهور تقريباً، إلا أن أنيا تأثرت لمدة أربع سنوات ونصف.
ويؤدي هذا إلى أعراض خطرة تشمل الشلل والغثيان الشديد والقيء وعدم القدرة على أداء العمل يومياً.
وقالت الشابة: «مع مرض كوشينغ، كنت لا أزال قادرة على الحركة، ولكن مع قصور الغدة الكظرية كنت أقضي اليوم كله في السرير، ولم يكن دماغي يعمل بشكل صحيح، ولم أكن أستطيع القيادة، شعرت وكأنني فقدت كل شيء».
استمرت الأعراض المؤلمة حتى استيقظت ذات يوم، وقد استعادت فيه الغدة النخامية نشاطها، فنهضت الشابة من السرير مملوءة بالطاقة.
وقالت: «لقد مشيت في كل مكان وكنت بصحة جيدة لمدة تسعة شهور، حتى إنني قطعت إسبانيا بأكملها سيراً على الأقدام خلال ثلاثة أشهر».
وأشارت إلى أن مستويات الكورتيزول لديها تتفاوت الآن، ولكنها قادرة على العمل بدوام كامل والالتقاء بالأصدقاء، ولكنها لا تمارس الرياضة.
وتابعت: «أنا أعاني حالياً تكرار المرض؛ لذا اكتسبت 15 كيلوغراماً (مرة أخرى) خلال شهر واحد، لكن الأمر ليس سيئاً بعد».
وقد وجدت الأبحاث أن 50% من حالات تكرار المرض تحدث خلال أول 50 شهراً بعد الجراحة الأولى. وهناك مجموعة متنوعة من خيارات العلاج التي تشمل الجراحة الثانية، والعلاج الإشعاعي للغدة النخامية، والعلاج الطبي المستهدف للسيطرة على فرط إفراز الكورتيزول.
وحتى يومنا هذا، لا يزال الأطباء غير متأكدين ما إذا كان المرض سيعود للشابة الأسترالية بشكل كامل أم لا.
وتكافح أنيا الآن من أجل الحصول على المزيد من التمويل لمجموعة الأبحاث الوحيدة في أستراليا المخصصة لأورام الغدة النخامية.