“عجلة الزمن لا تدور كما كانت في السابق”.. نتيجة توصل إليها فريق علمي من “جامعة ساوث كاليفورنيا”، وأوضح أنّ قلب كوكب الأرض أصبح خلال العقد الأخير يدور بمعدل أبطأ من السابق، ما جعل أيامنا أطول نسبياً.
ونقلت صحيفة نيويورك بوست تفاصيل الدراسة الجديدة، التي ذكرت أنّ اللب الداخلي للأرض بدأ يدور بشكل أبطأ من المعتاد منذ عام 2010، ما أسفر عن إطالة فترات النهار، وارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح عالم الزلازل في الجامعة جون فيدال أنّ اللب الداخلي للأرض عبارة عن قطعة بحجم القمر تقريباً من الحديد الصلب والنيكل، تقع على عمق أكثر من 4800 كيلومتر تحت أقدامنا.
وتحيط بلب الأرض “النواة الخارجية”، وهي طبقة شديدة السخونة من المعادن المنصهرة، تشبه تلك الموجودة في النواة الداخلية، التي يحيط بها بحر أكثر صلابة من الصخور المنصهرة.
ومنذ بدء العلماء في رسم خرائط للطبقات الداخلية للأرض، باستخدام سجلات مفصلة للنشاط الزلزالي، منذ حوالى 40 عاماً، كان اللب الداخلي يدور بشكل أسرع قليلاً من النواة الداخلية والقشرة الخارجية.
وأعرب الفريق عن صدمته، حين رأى لأول مرة مخططات الزلازل التي ألمحت إلى تباطؤ اللب الداخلي، ما دفع الفريق العلمي إلى مواصلة الأبحاث للتأكد من صوابية الأمر، وهو ما شكل مفاجأة، لأن العديد من المؤشرات أثبتت حدوث البطء.
واعتبر في بيان باسم زملائه الباحثين، أنه إذا استمر دوران النواة الداخلية في التباطؤ، فقد تؤدي جاذبيتها في النهاية إلى دوران الطبقات الخارجية لكوكبنا بشكل أبطأ قليلاً، مما يغير طول أيامنا.
حلّل الباحثون بيانات أكثر من 100 زلزال متكرر، وهي أحداث زلزالية تحدث بشكل متكرر في نفس الموقع، على طول حدود الصفائح التكتونية في جزر ساندويتش الجنوبية، في جنوب المحيط الأطلسي، بين عامي 1991 و2023.
وسمحت دراسة هذه الزلازل برسم خريطة لموقع لُب الأرض نسبة إلى الطبقات الأخرى، ومن خلال مقارنة تحركات كل طبقة توصل الفريق العلمي إلى تحديد آلية تغيّر معدل دوران اللب الداخلي مع مرور الوقت.
وخلص الباحثون دراستهم بتأكيد استمرار الأبحاث للتوصل إلى السبب الأساسي لتراجع اللب الداخلي، وتوقعوا أن يكون تموج اللب الخارجي للسوائل المصهورية التي تحيط به.