تعتبر قضية اختفاء الأمريكية دوروثي هارييت كميل أرنولد، والتي كانت تبلغ من العمر آنذاك 25 عاماً، من ولاية نيويورك، صباح يوم اثنين مثلج من شهر دجنبر 1910، من أقدم قضايا المفقودين في تاريخ الولايات المتحدة، والتي لا يزال يكتنفها الغموض حتى الآن.
وقال مسؤول من مشروع تشارلي الذي يتتبع قضايا الأشخاص المفقودين: إن الابنة الكبرى لمستورد العطور فرانسيس آر أرنولد، تركت مجوهراتها، وجواز سفرها صبيحة ذلك اليوم في المنزل واتجهت نحو سنترال بارك، واختفت بعد ذلك، مثيرة حيرة المحققين لأكثر من 100 سنة، ما يجعل قضيتها أقدم قضايا المفقودين المسجلة في التاريخ الأمريكي، وواحدة من أعظم أسرار ولاية نيويورك.
وقالت جين فولمر، حفيدة شقيقة دوروثي: «لا أتوقع حل لغز اختفائها بعد مرور مئة عام».
وأضافت: «كانت آخر كلمات لها مع والدتها، عندما خرجت من قصرهم في مانهاتن الواقع على شارع 79 الشرقي، سأتصل بك».
وتابعت: «أعطت دوروثي روايات عن خططها لهذا اليوم لأشخاص مختلفين، فقالت لإحدى صديقاتها بأنها ستذهب للتسوق مع والدتها، في حين أخبرت والدتها بأنها تريد أن تذهب بنفسها، وانطلقت نحو الجادة الخامسة وتوقفت في الحديقة، ومتجر الحلوى في تيلفورد، حيث دفعت ثمن بعض الشوكولاتة باستخدام بطاقة ائتمان والدها، وكان ذلك في الساعة 1.45 بعد الظهر، مساء، وبدت حالتها المعنوية عالية».
وأردفت: «ثم ذهبت لشراء كتاب بتاريخي 27 والخامس من الشهر نفسه، قبل أن تصادف صديقة وقفت معها لتجاذب أطراف الحديث لبضع دقائق، قبل أن تخبرها بأنها متوجهة إلى سنترال بارك، وانتظرتها والدتها في ذلك اليوم لتناول طعام الغداء بفندق والدورف أستوريا في ذلك اليوم، ولكنها لم تحضر أبداً، وعندما لم تعد إلى المنزل في تلك الليلة، شعرت الأسرة بالقلق، وخوفاً من الدعاية السيئة في الاتصال بالشرطة، استأجروا محققاً خاصاً».
ومع ذلك، أثارت قضيتها في وقت لاحق موجة من اهتمام وسائل الإعلام في جميع أنحاء أمريكا، وأوروبا، جنباً إلى جنب مع مهمة بحث ضخمة شملت شرطة نيويورك، ومحققين خاصّين، وحتى وكالة بينكرتون، وعلى الرغم من كل ذلك، لم يتمكنوا من العثور على أي خيط قد يقود إليها على الإطلاق، وكثرت النظريات، بدءاً من الاختطاف، إلى الاختفاء الطوعي، ومع ذلك لا توجد إجابة شافية على السؤال الذي طارد الأجيال قرناً من الزمان.
واعتقد بعض الناس أن دوروثي انتحرت، ولكن البحث والتفتيش في مستشفيات المنطقة لم يسفر عن أي نتيجة، وعلى الرغم من إغلاق القضية قبل مئة عام، فإنّ الغموض لا يزال يكتنف حياة دوروثي أرنولد.