أذهل إنسان الغاب السومطري أو حيوان الأورانغاتون العلماء عندما لوحظ وهو يداوي جرحه بنبات طبي، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم.
وشوهد حيوان الأورانغاتون المسمى بـ”راكوس-Rakus” وهو يمضغ نباتاً طبياً، وبدلاً من ابتلاعه، يصنع منه عصارة يضعها على إصابة بالقرب من عينه، كما قام بتغطية الجرح بلب النبات، حسب تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية.
لم يكن العلماء مندهشين فحسب من أن إنسان الغاب كان يعلم أن هذا النبات بالذات يمتلك مزايا طبية وخصائص مضادة للالتهابات وتسكين الألم، بل كان مشهد القرد وهو يعالج جرحه بنفسه لم يسبق له مثيل من قبل.
وبحسب الصحيفة، انغلق الجرح بعد مرور 8 أيام، وعقب أسبوعين بقيت ندبة باهتة، ثم التئم الجرح بعد شهرين ولم يظهر على وجه القرد أي علامات تشير إلى أي أنه أصيب سابقاً، بفضل هذا النبات “المعجزة”.
ولاحظ العلماء هذه المفاجأة في حديقة جونونغ ليوسر الوطنية في جنوب آتشيه بإندونيسيا، الصيف قبل الماضي.
وكان العلماء يدرسون راكوس لأول مرة عام 2009، ولكنهم لاحظوا في يونيو 2022، أنه تعرض لإصابة في وجهه، وتوقع العلماء أن الجرح ربما حدث أثناء معركة مع ذكور آخرين.
وشاهد العلماء أن راكوس يأكل أوراق نبات يسميه السكان المحليون “أكار كونينغ” (الاسم العلمي فيبراوريا تينكتوريا)، واندهش العلماء لهذا الأمر، فإنسان الغاب لا يأكل النبات أبداً.
واستخدم السكان المحليون منذ فترة طويلة هذا النبات لعلاج العديد من الأمراض، بما في ذلك السكري والدسنتاريا أو الزحار، والملاريا، لكنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا قرداً يستخدمه.
لاحظ الفريق أن إنسان الغاب راكوس كان يمضغ الأوراق لمدة 13 دقيقة تقريباً، ثم يضع اللب حول عينه ويقوم بتغطية الجرح بالكامل، وكرر الأمر عدة أيام، حتى شُفي تماماً من الجرح.
التقط العلماء صوراً خلال فترة شفاء الجرح، لكن لسوء الحظ لم يلتقطوا أي صور وهو يضع الأوراق وعصارته على جرحه.
وأكد مؤلفو الدراسة أن هذه النتيجة تمثل الحالة الأولى الموثقة لإقدام حيوان بري على معالجة جرحه بمادة نباتية نشطة بيولوجياً، لتضاف إلى قائمة متزايدة من سلوكيات العلاج الذاتي لدى الحيوانات، وخصوصاً الرئيسيات.
و