قرية تختلف عن كافة القرى في العالم، تقع في جنوب غربي فرنسا وتسمى «لانديه ألزهايمر»، نظرًا لأنّ جميع من يقطنون القرية يعانون من مرض خرف الشيخوخة، إذ تضم هذه القرية في شارعها الرئيس متجرًا صغيرًا يوفر للسكان أصناف البقالة البسيطة مثل رغيف الخبز الفرنسي «الباغيت» دون مقابل مالي، لذا قد لا يحتاج السكان أن يتذكروا حافظة النقود.
وبحسب موقع «BBC»، عبّر أحد المزارعين الذي يُدعى «فرانسيس» عن شعوره عندما أخبره الطبيب أنه مصاب بمرض الخرف «ألزهايمر» قائلًا: «إنّه لأمر صعب للغاية»، خاصة وأنّ والده كان يعاني أيضا من مرض ألزهايمر إلا أنّه لا يخشى الموت باعتباره سيأتي يومًا ما بحسب تعبيره.
ويقول «فرانسيس» إنّه سيعيش حياته على الرغم من إصابته بالمرض: «إذا استسلمت، فسوف يتغلب عليك المرض، لذا لابد من المضي قدما، وبذل قصارى جهودك، أنا هنا كي أعيش، حتى لو كان الوضع ليس هو نفسه».
وبخلاف المتجر والمطعم، فإنّ القائمين على القرية يشجعون السكان على حضور المسرح والمشاركة في الأنشطة، خاصة وأنّ هذا المرض يدفع المصابين به إلى الانعزال، إلا أنّ الجميع لديهم إحساس قوي بالانتماء للمجتمع، كما يهتم الناس حقا برؤية بعضهم بعضا والمشاركة في الأنشطة.
وتضم القرية حوالي 120 شخصًا، ومثلهم من فريق متخصص في الرعاية الصحية وبعض المتطوعين، الذين يقدمون الدعم الكامل لكل ساكن يعاني من تقدم في حالته المرضية بسبب ألزهايمر، إذ تعتبر هذه المرحلة بمثابة شتاء في حياة هؤلاء السكان، إلا أنّ القائمين على القرية يعتقدون أنه شتاء يأتي ببطء ترافقه سعادة طوال الرحلة.
وبحسب مرشدة القرية، فإنّ الوقت يمر بطريقة مختلفة داخل القرية، إذ لا توجد أي مواعيد محددة لعمل الأشياء أو التسوق أو التنظيف، ولكن تمر القرية بمجرد إيقاع لطيف لإقناع سكان القرية وتشجيعهم من أجل توفير أكبر قدر ممكن من الحرية لهم.
كما تخضع القرية لنظام المراقبة الدقيقة، فبحسب الطبيبة، إيلين أمييفا، تشير النتائج الأولية إلى أنّ أسلوب الحياة في القرية يؤثر بالفعل على حالة المرضى، ولا تحدد القرية مواعيدًا محددة لزيارة السكان، بل يأتي أهالي المرضى لزيارتهم في الوقت الذي يناسبهم.