لقد كان يومًا معتادًا بالنسبة لعامل النظافة سالمان إس كيه، البالغ من العمر 39 عامًا في بنجالورو، يوم الجمعة الماضي، ولكن ما جعله غير عادي تمامًا هو عثوره على بعض الأوراق النقدية بالقرب من خط السكة الحديد، إذ تصادف أنّ هذه الأوراق هي عبارة عن أوراق نقدية بقيمة 3 ملايين دولار.
«سالمان» هو مواطن من منطقة نادية في ولاية البنغال الغربية، يعمل في جمع القمامة لتغطية نفقاته، وتساعده الزجاجات البلاستيكية الخردة ومواد النفايات على كسب عيشه، وخلال تأدية عمله يوم الجمعة الماضي كان «سالمان» يبحث عن النفايات بالقرب من محطة سكة حديد ناجاوارا، عندما عثر على شيء غير عادي ملفوفًا بالورق.
وقال للشرطة: «في البداية لم أكن أعلم بوجود أوراق نقدية فيها، وبما أنها كانت مكتظة، اعتقدت أنه ربما تكون بعض الكتب قد ألقيت، ولكن عندما عدت إلى المنزل وفتحته، وجدت 23 حزمة من الدولارات الأمريكية، ولكن كانت هناك رائحة كريهة لبعض المواد الكيميائية جعلتني أشعر بالدوار».
وبحسب صحيفة «إنديان إكسبريس» أخفى «سالمان» المال في منزله وبدأ يفكر في من يمكنه التواصل معه، ومع حلول يوم الأحد، اقترب من الناشط الاجتماعي والعضو التنفيذي الوطني في سواراج الهند «آر كليم الله» الذي اتصل على الفور بمفوض شرطة المدينة بي داياناندا، الذي طلب منهم الحضور إلى مكتبهم بعد الظهر، وفي حديثه قال: «التقينا بمفوض الشرطة الذي فوجئ أيضًا برؤية هذا العدد الكبير من حزم الأوراق النقدية، وعلى الفور اتصل بمفتش شرطة هيبال الذي تولى القضية».
ويقول «آر كليم الله» إن سلمان كان في حالة صدمة ولم ينم أو يأكل من يوم الجمعة حتى التقى به، مُضيفًا: «أول طعام تناوله سالمان كان في مكتب مفوض شرطة المدينة، إذ كان يخشى أن تشتبه الشرطة في ارتكابه جريمة إذا اقترب منهم، ما جعله يتواصل معي بعد يومين فقط».
وأضاف «آر كليم الله» أن الحزمة تحتوي على مذكرة مكتوبة على ورق يحمل ترويسة الأمم المتحدة، وجاء في الرسالة: «تقوم اللجنة الاقتصادية والمالية بإنشاء صندوق خاص تم التصويت عليه من قبل أعضاء مجلس الأمن لمساعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان. وبسبب العمليات المصرفية الهيكلية واختطاف هذه الأموال من قبل أشخاص غير مرخص لهم مثل الإرهابيين والديكتاتوريين في هذه المناطق، أذنت الأمم المتحدة للجنة المالية التابعة للأمم المتحدة بوضع ختم ليزر مرئي على الأوراق النقدية لتكون بمثابة ضمان من أجل أن تصل الأموال إلى وجهتها بسلام».
وأضافت الرسالة: «تحتوي هذه الخزنة على فواتير أمان قياسية مختومة بالليزر TB 0.30-365H/UNSEC/07 AFC بقيمة 100 دولار أمريكي بما يعادل ثلاثة ملايين دولار أمريكي».
كما زعمت المذكرة أنّ الأوراق النقدية كانت مضادة للهواء ولا ينبغي أن تتعرض للهواء أو الضغط الجوي، كما أن المواد المستخدمة في هذه الأوراق النقدية شديدة السمية وأوصت المذكرة باستخدام قفازات اليد وأقنعة الأنف قبل فتح الخزنة، وجاء في الرسالة: «المادة الكيميائية المطلوبة لإزالة الختم الأخير هي رمز محلول Fino-Bioxine العالمي (BDZ8Y56)».
وقال ضابط شرطة، إنهم استولوا على جميع الحزم الـ23، وتم إرسالها يوم الاثنين إلى بنك الاحتياطي الهندي (RBI).
وأضاف الضابط: «للوهلة الأولى، يبدو أن هذه الأوراق مزيفة، ولكن نترك بنك الاحتياطي الهندي يستنتج الأمر رسميًا».
وكشف الضابط أيضًا أنه يبدو أن الأوراق النقدية كانت جزءًا من عملية احتيال الدولار الأسود، فعادةً ما يستخدم المحتالون هذه العملات المزيفة لخداع الأشخاص في شكل صرف أموال أو منحهم أوراقًا مزيفة مقابل أوراق حقيقية، إذ يقدم المحتالون هذه الأوراق النقدية المزيفة ويطلبون من المستلمين تنظيفها بالمواد الكيميائية، يقبلها الناس لأن مبلغ المال ضخم ولكن في النهاية يتم خداعهم.
وأضاف الضابط: «نشتبه في تورط أفارقة في هذا الابتزاز في بنغالورو».