“عيون ببياض العمى” ديوان جديد للشاعرة المغربية إحسان السباعي

يصدر قريبا ديوان جديد للكاتبة المغربية إحسان السباعي يقع في 133 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم بين دفتيه أربعين قصيدة، نذكر منها:القدس الحبيبة /الصحراء/برشلونة /خبرك/اللغة العربية /كيليوباترا/اولادي/تمتمات حلم /ارحل حيث لاعودة/نزف الكتابة.
وقد كتب تقديم هذا الديوان الكاتب مصطفى لغتيري، وجاء فيه: “كلما حالفني الحظ للاطلاع على مزيد من القصائد الشعرية، التي تجود بها قرائح شواعرنا وشعرائنا من شتى الأجيال والحساسيات، تأكد لدي أن الشعر بالفعل يستحق تسمية”سيد القول” فتعابيره الجميلة سرعان ما تحكم هيمنتها على ذهن القارئ ووجدانه، بذكاء الصياغة ودفق المشاعر التي تبثه في النفس، مع ما يصاحب ذلك من تعدد في الدلالة، هو رديف دائم للإبداع الأدبي عموما والإبداع الشعري على الخصوص، فتتضاعف –نتيجة لذلك- لوعة المتلقي ويزداد عشقه لهذا الكائن الزئبقي النرجسي الجميل.
أبدا لن يكون ديوان عيون”بياض العمى” للشاعرة المغربية إحسان السباعي بعيدا عن الحكم أعلاه، فلقد تزنرت القصائد ببهاء السمت الشعري الأثير، فجاءت مستجيبة لأفق القراءة والقارئ، تلامس شغاف القلب من أولى القصائد، وتخاطب في العقل ما راكمه من معرفة، إذ أن الشاعرة قد لامست ثيمات عدة، تنطلق من البوح الذاتي لتنسحق أحيانا في التعبير الموضوعي، الذي تمثل في أوجه متعددة، فتحت النصوص على أفق التعدد والتنوع.
ولعل الطابع العام للقصائد رغم انشغال الشاعرة بعدد من القضايا العامة هو طغيان الذات بما يعني نظم الأديبة إحسان السباعي لهمومها وهواجسها وأحزانها النفسية والعاطفية في قصائد، محاولة أن تجعل من البوح بما وقر في القلب سبيلا للتعبير الشعر ، كما كانت الشكوى حاضرة بقوة،اتخذت لنفسها أشكالا تعبيرية متعددة،كما جاء في قصيدة ” ماذا ستحكي عني” وفي قصيدة “انتفاضة” التي صاغها الوجع على لسان الشاعرة بعبارة تتدفق ألما وحزنا.
وباعتبار الشاعرة أما فقد حضرت عاطفة الأمومة مكللة بعض القصائد، كما هو الشأن في قصيدة ” أولادي” التي صورت فيها علاقتها العاطفية الباذخة بفلذات كبدها، خاصة حين يعبرون عن حبهم لها، كما أن هموم المرأة وجدت على موطئ قدم في الديوان من خلال قصيدة” كليوباترا”، التي أبدعت فيها الشاعرة بحق صورة وتعبيرا ورؤيا، إذ أنها-من خلال التماهي مع هذه الشخصية التاريخية الشهيرة والعميقة بدلالاتها المتعددة- استطاعت إحسان السباعي أن تخلق أثرا شعريا جميلا ودالا في نفس الآن.
ولم تكن الهموم القومية غائبة عن هذا الديوان، الذي يتميز بتعدد ثيماته كما سبق التنويه إلى ذلك، فقد جاءت قصيدة “القدس” صارخة معبرة عن انشغال الشاعرة بالقضايا القومية وانسحاقها في امتدادها العربي الطبيعي.
ولم يفت الشاعرة أن تؤشر على البعد الإنساني في الديوان من خلال قصيدة”آه برشلونة” التي رصدت فيها بعض المناطق الشهيرة في مدينة برشلونة الإسبانية بنوع من الحنين والشوق والشغف، وتعد هذه القصيدة في أحد مستويات التأويل دعوة للانفتاح على الآخر دون تردد ولا تهيب، فالحضارة الإنسانية قد شيدت نتيجة لتراكمات، ساهمت فيها جميع الأمم، وهي –بالتالي- مكسب لجميع البشر دون ميز ولا شوفينية مقيتة.
وختاما يمكنني القول بكثير من الاطمئنان أننا بالفعل أمام ديوان شعري باذخ بثيماته وأحاسيسه وتعدد صيغه التعبيرية، التي أطرها البوح الذاتي على العموم، حتى وإن ارتدى جبة ما الطرح الموضوعي أحيانا، لهذا ولغيره من الأسباب يعد أثرا أدبيا جميلا يستحق الاهتمام”.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *