يشتكي سكان تونفيت التابعة لإقليم ميدلت، انعدام مجاري الصرف الصحي بجميع منازلهم، والتطهير السائل، ليتحول المركز إلى فضاء تكتسحه المياه العادمة، لا يجد السكان بدا غير التعايش معها.
وكان السكان استبشروا خيرا في مشروع جديد دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2011، يرمي إلى إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي وتطهير السائل، بمركز تونفيت وإعادة هيكلة البنية التحتية، حسب ما صرح به محمد محروشة رئيس جمعية “إست غرغور للتنمية والتضامن”، لموقع “مشاهد24”
ورغم تأزم المشهد العام للمركز جراء تسرب المياه العادمة بعدة أرجاء، وغياب المراحيض بالبيوت الصغيرة، إلى جانب خراب البالوعات القديمة، فإن سكان مجبرون على تحمل الروائح الكريهة المنبعثة في أنحاء تونفيت.
ويتساءل السكان عن مصير المشروع الذي توسموا فيه خيرا، سيخلصهم من إكراهات السكن في منازل تفتقد إلى قنوات الصرف الصحي، مثلما تفتقد إليها مدينة تونفيت في ظروف مثيرة للاشمئزاز من واقع الحال، يقول محمد محروشة للموقع.
ويصف المصدر ذاته، مشهد تونفيت، بأنه “سيء للغاية” في سياق انعدام هيكلة جديدة تسمح بإنشاء مجاري الصرف الصحي تساعد على صرفها بعيدا عن منازل المنازل والمحيط، خاصة أن المركز يفتقر أيضا إلى بنية تحتية ملائمة، حتى تتشبع بمياه عادمة، أصبح تهدد مساكن السكان بفعل تسربها المستمر على السطح.
كما يلجأ السكان إلى العديد من الحلول الترقيعية لإصلاح منازلهم المتصدعة بفعل تسرب المياه العادمة، لغياب مجاري الصرف، وتطهير السائل، غير أن محاولاتهم تبقى ضعيفة أمام محدودية إمكانياتها المادية، وعدم وجود أي إصلاحات جذرية لإحداث قنوات الصرف الصحي وفق التدابير المعمول بها داخل المجال الحضري.
من جهة أخرى، تفتقد تونفيت كمركز مهم لعدد من القرى النائية، للترتيب كما تفتقد للنظام، وفي ظل عشوائيتها التي فرضتها طبيعة الحياة البسيطة للسكان، تسعى بعض الجمعيات المدنية إلى أن تكون المنطقة في مستوى يغطي على الأقل، الاحتياجات البسيطة للسكان مثل هيكلة البنيات التحتية وإعادة النظر في قرارات تصاميم البناء ، التي تلزم السكان اعتمادها لتشييد منازلهم، وهو ما لا يجد له السكان قدرة لتنفيذه، لتبقى البيوت الكائنة في المنطقة تتسم بنوع من الاختلاف بينها من حيث الشكل والتصميم، يوضح محمد محروشة.
وتتموقع منطقة تونفيت في السلسلتين الجبليتين، العياشي3757 مترا، والمعسكر بعلو 3277 مترا، فرضت على أهل القرى التعايش مع مناخ شديد البرودة خلال الصيف وارتفاع الحرارة خلال الصيف إلى جانب واقع معيشي محدود الإمكانيات، مع آمال بسيطة في تقليص هوامش العزلة والعوز.