رويترز: “الميليشيات المسلحة اتخذت ليبيا رهينة”

اعتبرت وكالة رويترز للأنباء في مقال تحليلي أن الميليشيات المسلحة ترهن ليبيا وتساهم في إضعاف الحكومة التي برز جليا مدى هشاشتها خلال أزمة الناقلة الكورية، وقبل ذلك من خلال قيام بعض عناصر الميليشيات باختطاف رئيس الوزراء السابق علي زيدان ومحاصرتها لوزارتي الخارجية والداخلية.
المقال يرى أن الفرحة التي شعر بها الليبيون عقب التخلص من نظام القذافي الذي عمر لعقود حل محلها شعور بالارتباك، في وقت تشهد فيه البلاد صراعا بين قادة الكتائب والنخبة السياسية المكونة في جزء منها من اللاجئين السياسيين السابقين والإسلاميين وزعماء القبائل والمطالبين بالفيدرالية حول شكل الدولة في المستقبل.
هذا التدافع، تقول رويترز، يرهن مستقبل وحاضر هذا البلد الغني بالنفط والغاز ويضع استقراره ووحدته على المحك.
ونقلت الوكالة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في ليبيا تساؤله عن مدى وجود فكرة أو مبدأ يوحد الليبيين، مشيرا إلى أن التخلص من القذافي لا يعني أن المشاكل التي تمت محاولة تجاهلها أو التعتيم عليها لن تطفو اليوم على السطح.
وجود الميليشيات المسلحة ودخولها في صراعات مع بعضها البعض شبهها وزير الكهرباء الليبي علي محمد محيريق “بخلع الضروس”، ورغم مساعي الحكومة لإقناع الميليشيات بالاندماج في أجهزة الجيش والشرطة يبقى وجود هذه الأجهزة فعليا غير متحقق على أرض الواقع وتبقى يد الكتائب هي الطولى.
كتاب المقال يرون أن هاته الكتائب والنخب السياسية والقبائل تظهر أن ولائها لتصورها الذاتي لليبيا أكبر من إيمانها بضرورة تقديم التنازلات اللازمة لسير أي دولة موحدة.
حالة الفوضى التي تسود في البلاد يزيد من تعميقها توظيف بعض الكتائب لمطالبها الإثنية أو المناطقية في الصراع السياسي الذي يتخذ أحيانا طابعا مسلحا، بالإضافة إلى استعانة المكونات السياسية بالميليشيات في صراعها مع بعضها البعض.
ومما يعمق من الأزمة هو شبه غياب كامل لمؤسسات دولة قوية، والذي يعد أحد نتائج عدم قيام لا الملك إدريس ولا معمر القذافي بإرساء مقومات دولة حديثة.
هذا الغياب ليبيا مدعوة اليوم لتداركه، لكن يصعب تحقيق ذلك ما لم يحصل توافق بين مختلف الفرقاء على شكل الدولة التي يريدون العيش فيها جميعا.
 

اقرأ أيضا

تبون وغالي

بعد واقعة “قميص نهضة بركان”.. نشطاء صحراويون يفضحون النوايا الخبيثة للجزائر وراء صنع “البوليساريو”

انتبه العديد من النشطاء الصحراويين، ضمنهم الناشط الحقوقي والمدون الصحراوي محمود زيدان، المعتقل سابقا في سجن "الذهيبية" الرهيب بمخيمات تندوف، للعبة الخبيثة، التي يلعبها النظام العسكري الجزائري، في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *