شرق اوكراينا…سيناريو القرم أم حل لافروف؟!

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان13 أبريل 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
شرق اوكراينا…سيناريو القرم أم حل لافروف؟!
شرق اوكراينا…سيناريو القرم أم حل لافروف؟!
668999aa541350857a76bb4a00ba4175 - مشاهد 24

لم تحل الاتصالات الروسية الغربية المكثَّفة لاحتواء تداعيات انضمام القرم للاتحاد الروسي والتزايد المستمر في مؤشرات تصاعد الأزمة الأوكرانية المفتوحة. وإذ بدى الغرب فاقد الحيلة أقرب إلى التسليم بالأمر الواقع في القرم، وتتصرف روسيا حيال المسألة باعتبارها من الماضي، فإن جل ما يقلق الغرب ويهجس به الآن هو منصبعلى احداث مناطق الشرق والجنوب الأوكرانين، التي تبدو وكأنما هى سائرة حثيثاً على خطى القرم. وفي حين يقلل الروس من استخدامهم لمصطلحهم المأثور “شركائنا” لصالح اتهام الناتو بأنه “لم يتخل عن نمط تفكير الحرب الباردة”، يهدد الأمريكان ب”إعادة نظر” في التموضع العسكري الأميركي في اوروبا…هاهى الأحداث في تسارع وبداياتها تشي بالسيناريو القرمي عينه. في دونيسك عاصمة مقاطعة دونباس تعلن مجموعات الدفاع الذاتي عن نيتها السيطرة على الطرق والمطار ومحطات القطارات، ليعقبها الدعوة لتشكيل جيش شعبي، وهذه وتلك بعد أن أعلن في المدينة عن تشكيل حكومة مؤقتة “لجمهورية دونباس”، والسيطرة على مبنى الإدارة المحلية، والدعوة لإجراء استفتاء عام في غضون شهر حول ضم المنطقة للاتحاد الروسي. ومن جهتها اعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية ارسالها لوحدات من القوات الخاصة لثلاث من المناطق المضطربة في الشرق الأوكراني هى دونيتسك وخاركوف ولوغانسك. الأمر الذي حدا بالخارجية الروسية للتعبير عن قلقها “لإرسال قوات اضافية لقمع الاحتجاجات”، وخصوصاً وإن من بين المرسلين 150 خبيراً اميركياً من منظمة “غريسون” العسكرية الخاصة للمشاركة في هذه المهمة، قالت أنهم يرتدون الزي الخاص بالقوات الأوكرانية الخاصة. وفي اشارة لافتة ولعلها تحمل الكثير من المغزى دعت الخارجية الروسية كييف “للتوقف الفوري عن أية تحضيرات عسكرية تؤدي إلى اشعال الحرب الأهلية”، محذرة لها في نفس الوقت من خرق اتفاقيات حذر انتشار اسلحة الدمار الشامل في اشارة إلى تقارير اعلامية روسية تفيد بأن مصنع “يوغماش” الأوكراني يجري مباحثات مع دول اجنبية، وخاصة مع تركيا” لبيع اسرار اقوى صاروخ باليستي روسي في العالم هو “ار-36م2 فويفودا” والذي يطلق عليه في حلف الناتو لقب الشيطان.
…والآن، وقد سجَّل الروس نقطة لصالحهم في مكاسرة الإرادتين الروسية والناتوية الجارية في اوكراينا، وظهر جلياً للغرب حجم العناد ومدى العزم الذي تبديه البوتينية الروسية خلال الأزمة، والتي كشفت بدورها عن حالة التراجع الأميركية ومدى التهلهل في ثوب الإرادة الأوروبية، الذي لا يبدو أن رقعة متباينة المصالح تتفق حول مستوياتردها،حتى في حدود العقوبات، على الحزم والتحدي الروسيين، …هذه التي لايستر مواقفها المتباينة إلا غلالة مستوجبات التضامن في مواجهة الأزمات لاأكثر، في حين يفضحها ويزيدها اهتراءً تباين حجم ومدى عمق المصالح الإقتصادية المشتركة لدول المنظومة الأوروبية مع الروس، اللذين يبدون في هذه الأيام براعة في استخدام مالديهم من اوراق وهى ليست بالقليلة… الآن، مالذي بوسع الغرب فعله، اكثر من تحميل كيري ل”عملاء روسيا” المسؤلية الكاملة للإضطرابات الإنفصالية الجارية في الشرق الأوكراني، وولولته المحذرة من أن ذلك من شأنه أن “يخلق ذريعة لتدخُّل عسكري (روسي) مثلما رأينا في القرم”؟!مالذي بوسعه أن يضيفه للصراخ، وارسال خبراء “غريسون”، أو مرتزقة “بلاك ووتر”، غير تحذيرات غراسموسن، أمين عام حلف الناتو، لروسيا من “عواقب وخيمة” على مستوى علاقاتها بالناتو، ووعيدها بعزلة دولية؟!
إن أقل مايمكن للروس فعله في دفاعهم الحازم والمستميت عن اسوارهم المنتهكة من قبل الجموح الناتوي التوسعي في القارة الشمطاء هو مجرَّد اعطاء اشارة البدء بتفكيك أوكرايناتوطئة لازدراد شرقها وجنوبها قطعة قطعة وفق المثال القرمي الذي بات الآن، كما قلنا، من الماضي. وهم لن يقنعهم بعدم اللجوء مضطرين لمثل هذا الخيار، الذي قد يعد كل ما يجري الآن في الشرق الأوكراني ليس أكثر من مجرد تلويح به ، سوى فدرلة اوكراينا، وضمان حيادها التام ، الأمر الذي تحدث عنه بعض الأوروبيين، واشار اليه لافروف في مقال نشر له مؤخراً في صحيفة “الغارديان” البريطانية، قال فيه إن بلاده مستعدة لأن تقوم بكل ما يلزم لاستعادة الاستقرار في اوكراينا “مقتنعةً بأن ذلك بحاجة إلى : اصلاحات دستورية حقيقية تضمن مطالب المناطق، وضمانات قانونية تؤكد عدم انحياز اوكراينا، وتدابير عاجلة لوقف ادوار جماعات قومية متطرفةمسلحة”.في حين لفت بوتن الملوِّح بورقة الغاز نظر الأوكران إلى أن الغرب وإن اعترف بحكومتهم إلا أنه لم يجد عليهم بدولار واحد، لكن الروس لايزالون يوالون دعمهم للإقتصاد الأوكراني بمليارات الدولارات!
…قلنا في مقالات سابقة إن الغرب، وإن همه أنهاك روسيا في الأزمة الأوكرانية، فهو قطعاً لن يذهب للحرب من أجل سواد عيون كييف، وإن كل ما سيلجأ اليه هو الصراخ والعقوبات، أو هذه التي لايجمع الأوروبيون على مداها فوهنت وهانت ورقتها، والتييعتبرها الروس سلاحاً مرتداً على اصحابه… بل ، وكما اشرنا،هناك من الأوروبيين من هو ليس ببعيد عن حل لافروفلأزمة اوكراينا،  كبديل وحيد لتفكيكها.وعليه، وفي نهاية المطاف، ورغم كل التطورات في الشرق الأوكراني وما يرافقها من الصراخ الغربي، هل يكون هذا هو الحل؟؟!!

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق