الرئيسية / دولي / تباين في شعارات بوديموس واليسار الموحد يرفع المطرقة والمنجل!!
بوديموس

تباين في شعارات بوديموس واليسار الموحد يرفع المطرقة والمنجل!!

ظهرت بوادر خلاف بين حزبي بوديموس واليسار الموحد، اللذين عقدا تحالفا انتخابيا نهاية الشهر الماضي؛ قال الحزبان ان قواعدهما أقرته.
وفي اول تجمع انتخابي تجريبي، قبل بدء الحملة الرسمية، اختلطت شعارات الحزبين وبدا التمايز الكبير بينها فأشكل الأمر على المتعاطفين مع الحزبين الذين حجوا الى مدينة “ثيوداد ريال” اذ وجدوا أنفسهم امام حزبين متعارضين حد التناقض، كل واحد يحرص بقوة على إبراز شعاراته، فاليسار الموحد او الشيوعي سابقا رفع مناضلوه الشعار الاممي المشهور الذي يميز البروليتاريا أي المطرقة والمنجل، في إشارة معلنة الى الهوية الماركسية اللينينية، وبالتالي فان الصراع الطبقي هو الوسيلة الوحيدة للاستيلاء على السلطة ووسائل الانتاج .
ولم يكن مستغربا ان يتشبث اليسار الموحد وزعيمه، ألبرتو غارثون، بالهوية الفكرية المميزة لحزبه عن التنظيمات الاخرى، بل يبدو انه انتبه الى ان حليفه، بوديموس، سعى من خلال التحالف معه الى ابتلاعه والتعتيم عليه شخصيا وعلى تنظيمه الماركسي، لصالح الزعيم الأوحد “پابلو”.
ويشعر غارثون، بما يشبه التضخم في الذات، كونه يتمتع بتقدير لدى الرأي العام الإسباني عموما، اذ يعتبرونه أفضل سياسي، متقدما في هذا المجال على، پابلو ايغليسياس، نفسه الذي حملته شريحة واسعة من الرأي العام مسؤولية إفشال تشكيل حكومة بعد انتخابات ديسمبر الماضي، جراء موقفه الرافض لترشيح أمين الحزب الاشتراكي العمالي، پيدور سانشيث.
وفي هذا السياق، اشارت جريدة “الپاييس” اليوم الى خلط في الأوراق يمكن ان يفسد الوئام الاضطراري بين الحزبين، اذ لا يبدو ان اليسار الموحد، مستعد للتخلي عن شعارات البروليتاريا، في وقت يسعى فيه، پوديموس، الى توحيد القوى الاجتماعية الراغبة في التغيير، دون تقييدها بهوية ايديولوجية محددة.

20856671-3220-402e-9f75-3163fa4dbfc4

ويمثل هذا الاتجاه في پوديموس، القيادي الثاني في الحركة “إنريكي إريخون” الذي لم يكن متحمسا بإطلاق للتحالف بالشكل الحالي مع اليسار الموحد وذوبان الإثنين في بعضهما، يسانده في هذا التوجه بدرجة اقل، مسؤول التنظيم الجديد “إيشينكي” بينما يشخص بابلو ايغليسياس، ببصره أساسا نحو قصر “لا منكلوا” دون اكتراث بالتناقضات الثانوية التي تباعد بين حركته والتشكيلات اليسارية والقومية الاخرى؛ على اعتبار ان هدفه الاسمى وحلمه التاريخي، هو تجاوز الحزب الاشتراكي العمالي، في الأصوات ومقاعد البرلمان بما يجعله متحكّما في المشهد المقبل بعد انتخابات السادس والعشرين من الشهر الجاري، علما ان عملية تشكيل الحكومة القادمة محفوفة بنفس الصعوبات التي اعترضت المحاولة الاولى، بسبب تشتت المشهد الحزبي وانعدام كتل برلمانية منسجمة قادرة على تجاوز خلافاتها من اجل مصلحة البلاد .
الى ذلك يرى محللون ان الحملة الانتخابية ومثول الأقطاب الأربعة في نقاش تلفزيوني يوم 13 الجاري، ستحدد الى حد ما الوجهة التي سيقصدها الناخبون الإسبان ، كما ان ما سيحدث من انسجام او تعارض بين بوديموس واليسار الموحد، سيشكل بدوره معطى أساسيا في ذات المسار، اذا ما تحكم الحزبان في حماستهما والتزما ببنود الاتفاق الموقع بينهما .
جدير بالذكر ان، ألبرتو غارثون، ختم تدخله في التجمع المشار اليه بتحية الجمهورية،ما ازعج قادة پوديموس، الذين يؤجلون الجهر بتأييدهم للنظام الجمهوري، ريثما يتحقق الفوز بالغنيمة الانتخابية ، لا سيما وأنهم معتادون على تغيير الشعارات من معركة سياسية الى اخرى: فحين يتراجعون في استطلاعات الرأي يميلون الى الاعتدال والوسط  ، وحينما تصعد أسهمهم ينزعون نحو التشدد والتغيير الجذري.