من مونريال بكندا، انبعث نداء إلى الجزائر، من خلال ائتلاف جمعيات مغربية وإفريقية، تدعو فيه الجارة إلى “تحمل مسؤوليتها” و”الانخراط في حوار بناء” من أجل تسوية النزاع حول الصحراء، المشكل المصطنع في المنطقة منذ أربعين سنة.
موقعو الوثيقة التي وزعت أول أمس، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية عشرة للمنتدى الاجتماعي العالمي، قالوا بصريح العبارة: “إننا ندعو الجزائر، البلد الذي يشكل عائقا أمام المغرب الكبير والمسؤول المباشر عن نزاع الصحراء، إلى تحمل مسؤوليته والانخراط بشكل تام في مسلسل حوار بناء ومثمر مع المغرب من أجل تسوية هذا النزاع لما فيه الخير والسلام للشعوب المغاربية والإفريقية”.
وأكد ممثلو الجمعيات، في هذه الوثيقة التي أوردتها وكالة الأنباء المغربية: “في شمال إفريقيا، اختار النظام الجزائري تسليح جبهة (البوليساريو) من أجل زعزعة وحدة المغرب وكافة الشعوب الافريقية”، مشددين على أن هذه الجمعيات لم تختر الصمت ولكن بدلا من ذلك العمل على رفع صوتها والقيام بمبادرات للتنديد بالحروب والتفرقة والعنف والإرهاب والانفصال.
وأبرزت وثيقة الجمعيات، أن “الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له يضرب في كافة أرجاء العالم. وأن معقل مؤامراته العديدة في إفريقيا معروفة جيدا في الجزائر وفي مخيمات تندوف، وفي نيجيريا وفي الشريط الصحراوي الممتد من موريتانيا إلى البحر الأحمر”.
وأضافت أن “العنف منتشر في كل مكان، ويوجد أزيد من 424 نزاعا في العالم ثلثها في إفريقيا حيث يسجل نشاط مكثف لحوالي 180 ميليشيا، وجماعات انفصالية وجماعات ثائرة على السلطة”، مشيرة إلى أن هذا العنف “يأخذ أيضا شكلا طائفيا كما هو الحال في غرداية في الجزائر وجنوب إفريقيا، وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي…”.
وبعد أن أشارت إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 يؤكد على أن الحق في الحياة والأمن يعتبران من حقوق الإنسان الأساسية، فإنها هاته الجمعيات لاحظت أنه “في سنة 2016، فإن منظمة الأمم المتحدة، التي تم إنشاؤها لتفادي النزاعات المسلحة، لا تزال عاجزة عن فرض السلام والقضاء على العنف والإرهاب ومحاولات الانفصال وخاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا وأوروبا”.
وفي الختام، خلص ائتلاف الجمعيات إلى أن “هناك ضرورة ملحة للغاية اليوم للتحرك للكفاح من أجل السلام والحياة. ندعو إلى إرساء تحالف عالمي مدني للسلم، وسيادة الشعوب ضد الجرائم المرتبكة ضد الإنسانية من قبل أقلية صغيرة جدا من الناقمين الجانحين”.