هل تمادت نجمات الغناء الغربي في تصرفاتهن الغريبة؟

لطالما صاحب الجدل أغاني وتصرفات نجمات البوب والآر إن بي الغربيات خصوصا بسبب الاتهامات التي توج لهن بالترويج لقيم يعتبرها المحافظون والمدافعون عن قيم الأسرة في المجتمعات الغربية، بأنها تفسد عقول المراهقين والشباب الذين يشكلون غالبية جمهور هؤلاء الفنانات.
وإن كان مشاهير الغناء الغربي قد جسدوا، منذ ستينيات القرن الماضي، مشاعر التمرد على قيم المجتمع المحافظ، وجاءت أغانيهم لتصاحب الثورة الجنسية وانتشار استهلاك المخدرات والثورة على المقدسات الدينية في تلك الفترة وما تلاها، فإن الجدل لا يزال مستمرا إلى اليوم في كل مرة يقوم فيه نجوم الغناء بتصرفات صادمة.
منذ ثمانينيات القرن العشرين برزت مادونا كمغنية متمردة لم تتوانى على الكشف عن أجزاء من جسدها خلال حفلاتها الفنية أو الإشارة إلى عضوها التناسلي بالإضافة إلى كل ما تتضمنه عروضها من رسائل جنسية واضحة.
مادونا، التي توصف بأنها المغنية الأكثر تأثيرا عبر التاريخ، شكلت أيقونة بالنسبة لمن خلفها من مغنيات سرن على نفس الدرب، ولعل العرض الذي جمعها بكريستينا أغيليرا وبريتني سبيرز عام 2003، حيث تبادلت القبل مع المغنيتين الشابتين، في مشهد فسر على أنه ترويج للعلاقات الجنسية والزواج بين النساء، خير دليل على الطريق التي تسلكه كل مغنية تسعى اليوم إلى المجد العالمي.
هذا البعد الجنسي صار حاضرا وبكثرة في كليبيات وعروض نجمات البوب والآر إن بي بالغرب، وهو ما يطرح أكثر من علامات استفهام بخصوص أسباب هذه النزعة التشييئية للمرأة ولماذا أصبح الرهان أكثر على تقديم هؤلاء الفنانات كرموز جنسية sex symbols، بدل التركيز على كونهن فنانات يتمعتن بموهبة الغناء، مع العلم أنه ظهر من خلال عدة تحقيقيات قامت بها الصحافة أن أغلب هؤلاء الفنانات لا يقمن بالغناء الحي خلال تقديم عروضهن، ويكتفين فقط بتحريك شفاههن.
في آخر فيديو كليب لها ظهرت الفنانة الكولومبية الشهيرة شاكيرا إلى جانب المغنية الأمريكية ريهانا في أوضاع توحي بأن الأغنية تروج للعلاقات الحميمية بين النساء، وهي بذلك لم تخرج عن الخيط الناظم لمعظم كليبات الفنانتين حيث هناك إمعان على تقديمهما في أوضاع ذات مضمون جنسي واضح.
مؤخرا خلق فيديو كليب Dark Horse للمغنية الأمريكية كاتي بيري الجدل بعد استفزاز واضح لمشاعر المسلمين بسبب ظهور أحد الشخصيات في الكليب وهو يحمل قلادة لاسم الله، مما دفع عشرات الآلاف من المسلمين لتوقيع عريضة بحذف الكليب المذكور من موقع يوتوب.
وتتعدد حالات التصرفات الغريبة للمغنيات الغربيات بحيث لا يسمح المجال لسردها، لكن الخطير في الأمر أنها تصل إلى درجة القيام بأمور تثير اشمئزاز العديدين دون أن تقدم هؤلاء الفنانات مبررات لتصرفاتهن تلك.
قبل أشهر فاجأت المغنية الشابة مايلي سايروس خلال عرض مشترك مع المغني روبن ثايك خلال حفل تقديم جوائز “إم تي في” من خلال إيحاءاتها الجنسية الواضحة. سايروس، التي كانت إلى وقت قريب النجمة المفضلة للفتيات الصغيرات من خلال شخصية هانا مونتانا، تحولت فجأة إلى نسخة كربونية من مادونا، وهي اليوم مستمرة في تقديم عروض صادمة كل مرة تصعد فيها إلى الخشبة لتقديم أغانيها.
وبدورها تعد لايدي غاغا من أكثر النجمات المثيرات للجدل بسبب تصرفاتها على خشبة المسرح أو من خلال ملابسها الغريبة. مؤخرا قامت إحدى الراقصات المرافقات للمغنية الأمريكية الشهيرة بالتقيؤ عليها، وهو ما استدعى استغراب حتى المواقع المتتبعة لأخبار النجوم، حيث تساءل موقع ياهو الشهير عن ما إذا كانت لايدي غاغا قد تمادت هذه المرة.
وهنا يبقى السؤال مطروحا، هل كل هذه التصرفات هي فعلا اختيارات شخصية لهؤلاء النجوم أم أن استديوهات الموسيقى المتعاقدة مع هؤلاء الفنانات، والتي لها السلطة الأكبر في ضمان شهرتهن وتحديد كيفية ظهورهن، هي من تروج لهذه الصور والتصرفات التي يعتبرها الكثيرون، حتى من داخل المجتمعات الغربية، إفسادا لأخلاق وعقول الشباب.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *