استفز سكان بمنطقة أغرم العلام، في إقليم بني ملال، وضع امرأة عجوز تدعى “مي الكبيرة”، التي تعيش في كوخ مهترئ، يشبه “حظيرة الحيوانات”، دون مأوى ودون معيل.
وتعيش هذه العجوز، “مي الكبيرة”، على ما يجود به بعض السكان من طعام وماء، مفتقدة لشروط العيش الكريم، حيث تفترش “الكرطون”و “البلاستيك” للنوم، وتدثر بعض الأغطية القديمة والمتآكلة، حسب ما ذكره مصدر مطلع لموقع “مشاهد 24”.
وتضطر “مي الكبيرة” إلى المكوث يوميا داخل الكوخ الذي وصفه السكان بـ”الزريبة”، حيث تتناسل خيوط العنكبوت لتلف أرجاءه، كما تشتد الروائح النتنة بقلب الكوخ الصغير، في غياب للكهرباء والماء.
وتكتسح أرجاء الكوخ الصغير، حيث تقبع “مي الكبيرة” وحدها، أتربة وأحجار تزيد قتامة المشهد، فيما تمتد أغصان بعض أشجار الزيتون، لتحجب الرؤية عن فظاعة الكوخ القديم، قبل أن يصله الزار ليتبين هول الواقع المرير بداخله، حيث تتعايش معه “مي الكبيرة” بصبر لا بديل عنه. يقول المصدر ذاته لموقع “مشاهد 24”.
من جهة أخرى، فإن عجز “مي الكبيرة” عن الحركة بشكل عادي، يحول دون قدرتها على تلبية حاجياتها اليومية، ما يجعل النفايات والفضلات تتكدس بجوارها، إلى حين قدوم أحد المتطوعين لتخليصها من ذلك، في وقت تتسمر “مي الكبيرة” بإحدى أركان الكوخ، صرفا للوقت واجترارا للمعاناة اليومية ذاتها، حسب ما أوضحه المصدر.
كما تفتقد “مي الكبيرة” للأهل والأقارب، ما يعزز تعاطفه السكان المجاورين مع وضعها الخاص، بكوخ ينعزل في نقطة تحيط بها أشجار الزيتون من كل جهة.
ويتحسر هؤلاء السكان على إهمال “مي الكبيرة” التي لا تمتلك أدنى مقومات الحياة، من لباس ومأكل ومشرب، رغم محاولاتهم المتكررة في سد حاجياتها البسيطة، غير أن ذلك لا يكفي، خاصة أنها تحتاج إلى رعاية خاصة، بدء من العلاج والتطبيب.
وفي سياق الواقع الاجتماعي والإنساني المتردي للمرأة العجوز، فإن سكان منطقة أغرم العلام ببني ملال، يناشدون الجهات المعنية، للتدخل، قصد تخليص “مي الكبيرة” من مأساة حقيقية، وتمكينها من الرعاية اللازمة، خاصة أنها امرأة متقدمة في السن، تفتقد إلى المعيل، كما تفقد إلى القدرة على العيش دون مساعدة، داعين إلى عقد زيارة تفقدية، لمعاينة عن كثب، حجم معاناتها اليومية، وعجزها التام عن فعل شيء، غير المكوث بإحدى زوايا الكوخ الصغير المتهالك والقذر.