خبراء عالميون يتدارسون في الرباط “حقوق” ما بعد الربيع العربي

ستكون العاصمة المغربية، الرباط، قبلة العشرات من كبار الخبراء العالمين، لتدارس قضايا الحرية والحقوق الإنسانية، وطبيعة الدولة، ما بين الثامن عشر والعشرين من  شهر أبريل الجاري.
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه المركز العلمي العربي للابحاث والدراسات الإنسانية بتعاون مع مؤسسة جيفرسون،  باحثون  من جامعات هارفارد الأمريكية وفرجينيا وإدنبرة، بالإضافة إلى باحثين من جامعات تركية وجزائرية ومغربية وتونسية .
وحسب بيان صادر عن الجهات المنظمة” يأتي هذا المؤتمرفي سياق إعادة الاعتبار إلى فكرة الحق الطبيعي وإلى مضمون الحرية المشكل لها، وذلك عبر دراسة تجاربها التاريخية الحديثة”.
وحول  سبب تنظيم المؤتمر في هذا التوقيت بالذات،  قال نوح الهرموزي، مدير المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية “لا شك أن دراستنا لتجارب تاريخية أخرى ستفيدنا في فهم ما يجري في ما بات يعرف بالربيع العربي وما شهدته وتشهده من انتكاسات وتراجعات في حقوق الأفراد والجماعات”.
ويعرف المؤتمر مشاركة العديد من الفعاليات الدولية، إذ يشارك ممثل صندوق النقد الدولي بالمغرب وشمال إفريقيا،  جان بيير شوفور، بمداخلة حول  الحق في التنمية، حيث سيجيب عن عدد من الأسئلة من قبيل “هل هنالك حقوق “جوهرية” معينة يمتلكها، أو يجب أن يمتلكها، البشر جميعا لا لشيء إلا لانتمائهم إلى الجنس البشري؟ كيف تتصل حقوق الإنسان هذه بالمفاهيم المؤصلة لها كالحرية الشاملة وحرية الإرادة؟ هل يمكن أن يحصل تضارب بين حقوق الإنسان؟”.  تقول أرضية اللقاء المزمع تنظيمه في الرباط.
أما أستاذ التاريخ الأمريكي في جامعة إدنبرة فرانك كوغليانو، فيتناول في ماخلته “الحقوق الطبيعية والنظام العالمي الجديد”.
وحسب بيان الجهات المنظمة، يتعرض  كوغليانو جهود جيفرسون بالتحليل لموضوع حماية وتعزيز المصالح الأمريكية وسعيه لإحداث تحول في العلاقات الدولية، ويستند في تحليله هذا إلى (دراسة حالة) العلاقات الأمريكية مع شمال إفريقيا من خلال التركيز على  العلاقات الأمريكية المغربية ،باعتبارها وجها من أوجه الدبلوماسية الجديدة لعصر ما بعد الثورة الأمريكية.
وفي سياق متصل تتطرق آنيت غوردون ريد، أستاذة التاريخ بجامعة هارفارد إلى “تحليل حياة جيفرسون في مونتيتشيلو لاستكشاف المفارقة الأمريكية، أي: تلك العقيدة القائمة على مساواة البشر بشكل معلن في أيام العبودية ومبدأ تفوق العرق الأبيض “.  
ومن جهة أخرى،  يتوقف مدير البرامج الدولية في منظمة أطلس للدراسات والأبحاث الاقتصادية عند سؤال “لماذا الحرية؟”. و من المنتظر أن يتطرق إلى  تبيين كيفية ظهور الأفكار وكيفية اتصالها بعضها مع بعض، من خلال تحليل تاريخ ومفاهيم الفكر الليبرتاري باعتباره يقدم فهما منسجما حول العالم.
إلى جانب هذه الفعاليات العلمية الدولية،  يشارك من المغرب كل من  إدريس لكريني من جامعة القاضي عياض، وأحمد مفيد من جامعة فاس، وامينة بوعياش ومحمد تملدو ومحمد الزناتي من الرباط، أما من تونس فيشهد المؤتمر مشاركة المفكر محمد الحدادن والباحثة التونسية آمال قرامي،  فيما يشارك من تركيا الباحث بيكان شاهين.
يذكر أن المركز العلمي العربي للدراسات والأبحاث الإنسانية” المنظم للمؤتمر، كما يقدم نفسه، مؤسسة بحثية علمية عربية تأسست من طرف ثلة من الباحثين بغية المساهمة في إغناء الحركية البحثية في العالم العربي.
 يهدف المركز إلى تطوير ونشر المعارف الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي، والمساهمة في النقاش العام وتقديم أفكار جديدة ومقترحات لصناع القرار والباحثين، مستلهمين المعارف الإنسانية والنماذج والتجارب الناجحة على الصعيد العالمي.

اقرأ أيضا

ليبيا

الخطأ الأكبر ليس ليبيا .. إنما سوريا

قال باراك أوباما، إن خطأه الأكبر، كرئيس، تمثل في إخفاقه في التخطيط لمرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا.

الديمقراطية

العودة إلى الديمقراطية في شمال أفريقيا

على الرغم من مرور بلدان الربيع العربي بمرحلة تعثر بناء الديمقراطية ، فإن التطورات السياسية في تونس وليبيا ومصر، تشير إلى وجود قابليةٍ التحوّل الديمقراطي.

الربيع العربي

نحو طي صفحات «الربيع العربي»

الحروب التي اندلعت في كل من ليبيا وسوريا واليمن الأخطر في تاريخ العرب، قد اندلعت في سياق «الربيع العربي»، نلاحظ اليوم أنها تشهد مفاوضات جدية لطي صفحتها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *