استرجع الإعلامي السعودي عثمان العمير، رئيس تحرير ” الشرق الأوسط” سابقا، وناشر موقع ” إيلاف” حاليا، جزءا من ذكرياته مع العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني.
فقد استضافت الإعلامية جيزيل خوري، العمير ، في برنامجها “المشهد”، الذي تبثه قناة “بي بي سي” عربية، فحدثها عن علاقاته المستقرة حينًا والشائكة حينًا آخر مع زعماء وسياسيين عرب وأجانب.
من العرب، أسهب العمير عن علاقته بالملكين السعوديين فهد وسلمان بن عبد العزيز، والملك المغربي الحسن الثاني، بينما تحدث قليلًا عن مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، والتي يحتفظ في منزله اللندني بلوحة لها، ممهورة بتوقيعها وإهدائها، وفق مانشرته ” إيلاف”.
وكان العمير قد أجرى في العام 1980، مقابلة مع الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقة خاصة تتوطد بينهما.
تسأله خوري: ما سر اختيارك أنت بالذات؟ أَكل صحافي يقابل ملكاً يصبح مقرباً منه؟ فيجيب العمير: “كانت العلاقة ناتجة من شخصية الملك وليس من شخصية الصحافي، فهناك ألف صحافي وقلة قليلة من الملوك، وهم يختارون من يريدونه”.
يصف العمير الملك المغربي الراحل الحسن الثاني بأنه واسع الاطلاع، “وعميق وقانوني بارع، وأذكر أني نشرت تقريرًا عن أولاد الرئيس المصري السابق حسني مبارك أغضب مبارك غضبًا شديدًا، وحوكمت غيابيًا في مصر، وعندما التقيت بالملك الحسن الثاني قال لي اشرح لي قانونيًا الحجج التي ستقدمها للمحكمة، وفعلت، ولم يسأل في السياسة إنما حصر أسئلته في الشق القانوني”.
أضاف: “كان الملك المغربي يسديني النصائح، يستمع أكثر مما يتكلم، وذكيًا جدًا في لمحاته، ويتميز بالكثير من الحزم، وكان معلمًا، يجلس كل صباح مع معاونيه فيطرح عليهم قضية للنقاش، يستمع إليهم ثم يدلي بدلوه، ثم يذهب للعب الغولف”.
وتذكر العمير أن الملك الحسن الثاني كان يستمع إلى أخبار بي بي سي من خلال رجل يحول هذه الأخبار إلى أشعار.
ومن الرجال الذين قابلهم العمير وأثروا فيه كان الملك الراحل حسين، ملك الأردن، الذي يقول عنه إنه رجل دولة، وملك مغامر، “بينما هناك زعماء دخلوا وخرجوا ولم أستفد من مقابلتهم شيئًا”، كالمخلوع علي صالح مثلًا.