تمر العلاقات المغربية الاسبانية في الوقت الراهن ، بأزمة صامتة ، يحرص البلدان على عدم إثارتها والحديث عنها بلغة التصعيد بل التقليل من انعكاساتها .
وتسبب في الازمة ،موقف وزير الخارجية الاسباني ، مارغايو، الذي رفض في تصريح مشاركة رئيس الحكومة الاسبق ، خوصي لويس ثباطيرو ، في منتدى ” كرانس مونتانا ” السويسري الذي احتضنته مدينة الداخلة ( جنوب المغرب ) .
واعتبر رئيس الدبلوماسية الاسبانية ، حضور رئيس الوزراءالاسبق وزعيم الحزب الاشتراكي ، مثيرا للالتباس لانه قد يوحي للخارج ان وجود مسؤول سابق من عيار ،ثباطيرو، فوق ارض الصحراء، قد يعني اعتراف مدريد بالسيادة المغربية على الاقاليم المسترجعة من الاحتلال الاسباني عام 1957.
ولم يكتف ،مارغايو ، بهذا التبريرالغريب، الذي يندرج في صراعات سياسية داخلية بين الحزبين الاشتراكي والشعبي ؛ بل عاب على ،ثباطيرو، كونه لم يراع موقف منظمة الاتحاد الافريقي ،التي اعتبرت، ان المناطق الصحراوية ليست خاضعة لسيادة الرباط في الوقت الراهن ، ناسيا ( مارغايو)ان موقف الاتحاد الافريقي يلزمه وحده على اعتبار ان المغرب غادر المنظمة التي خرقت ميثاقها السياسي والاخلاقي بقبول كيان انفصالي ( البوليساريو) في حظيرتها ومنحته صفة دولة ذات سيادة ؛ دون مراعاة ان المغرب من المؤسسين الاوائل لمنظمة الوحدة الافريقية .
وتتجنب الرباط الدخول في سجال علني مع حكومة مدريد ، ما دام منتدى الداخلة سجل نجاحا بشهادة مراقبين أجانب مستقلين، لكن المغرب انتظر المناسبة ليرد الصاع صاعين لحكومة اليمين الاسبانية ، فقد غاب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ، عن حضور ندوة عن الوساطة في منطقة البحر الابيض المتوسط ، كان يفترض ان يفتتحها بمعية نظيره الاسباني في مدريد .
وتندرج الندوة ضمن الانشطة الدبلوماسية التي تقوم بها اسبانيا باعتبارها عضوا جديدا غير دائم في مجلس الامن .
وامام غياب مزوار الذي اعتذر بسبب اجندة داخلية ، لم يفتتح مارغايو الندوة وفضل السفر الى برشلونة ،طبقا لما اوردته صحيفة إلموندو الاسبانية ، التي استفسرت الخارجية الاسبانية عن سبب غياب الوزير المغربي ، دون ان تحصل الجريدة على اجابات او توضيحات .
وهناك موعد آخر اكثر اهمية ، يفترض ان يشارك فيه المغرب . يتعلق الانر بندوة ” الجوار المشترك ” بين دول ضفتي المتوسط، من النقرر ان يفتتحها في برشلونة رئيس الوزراء، ماريانو راخوي ، وذلك يوم 13 ابريل المقبل .
الى ذلك انزعجت اسبانيا من نتائج التحقيقات الاولية التي اعلنها الامن المغربي ، بخصوص مصدر الاسلحة التي عثر عليها بحوزة عناصر الخلية الارهابية التي تم تفكيكها مؤخرا ، اذ أشارت البيانات الى ان الاسلحة والذخيرة ، هربت الى المغرب عن طريق المعابر الرابطة بينه وبين مدينة مليلية المحتلة .
وتقول مصالح الامن الاسبانية انها حققت في الموضوع ولم يثبت لها ان السلاح المصادر لدى عناصر التنظيم الارهابي ، قد ادخل عبر بوابة مليلية التي سارع ،مندوب الحكومة الوطنية فيها ، عبد المالك البركاني ، الى تأكيد ما ذهبت اليه مصالح الامن في مدريد .
تجدر الاشارة الى ان الحزب الشعبي اليميني ، يستغل كل مناسبة صغيرة او كبيرة لتوجيه نقد لاذع الى خوصي لويس ثباطيرو ، منذ ان كان زعيم المعارضة حيث زار المغرب بتلك الصفة لوقف التدهور الخطير الذي اصاب العلاقات بين البلدين في ظل حكومة خوصي ،ماريا أثنار، اذ لم يتورع اليمين عن نعت الزعيم الاشتراكي ب ” الخائن ” على لسان أثنار ، كونه زار بلدا معاديا ، حسب زعم هذا الاخير.
ولوحظ انفراج في المدة الاخيرة في علاقات الرابط /مدريد ، واعترف المسؤولون الاسبان بان التعاون الامني الوثيق مع جارهم الجنوبي ، افلت بلادهم من اعتداءات ارهابية تم كشفها في المهد بسبب تبادل المعلومات الاستخبارية بينهما .