عندما تُصاب الدولة بعقدة اسمها “المغرب”… وتتحوّل جريدة الشروق الجزائرية إلى محلل نفسي فاشل ومعتوه

مشاهد 24
كل سنة، وبشكل موسمي لا يملّ ولا يكلّ، تطل علينا جريدة الشروق الجزائرية بـ”تحليلها” النفسي العميق لحالة الجار المغربي. وبمجرد أن ينطق الملك محمد السادس جملة فيها “الجزائر” أو “الأشقاء”، تُصاب الأبواق الإعلامية الرسمية لدى الجار الشرقي بما يشبه نوبة هيستيريا جماعية: ارتجاف، سُعال مرضي حاد، وإسهال وقيء لفظي لا إرادي.

بحسب الشروق، فإن الخطاب الملكي ما هو إلا احتفالٌ بـ”عبودية 40 مليون مغربي” للعلويين. طبعًا، لأن الديمقراطية الجزائرية “التاريخية” أثمرت جنرالات لا يتقاعدون إلا بكفن أبيض، وصناديق اقتراع لا تفتح إلا ببطارية عسكرية. فتخيّلوا أن مواطنا مغربيا ينتخب حزبه، ويحتج في الشارع، ويهاجر ويعود، ويتفرج على التلفاز المغربي وينتقده… ومازال عبدا في نظر حكام الجزائر
أي منطق هذا؟ يبدو أن محرر الشروق قضى وقتا طويلا أمام مرآة يتأمل حاله التعيس ثم كتب المقال.

المغرب: الشيطان الأكبر الذي يعشعش في مخيلة وعقول الجزائر مجانًا
حين يتحدث ملك المغرب عن مد يد الحوار والسلام تتحرك كل ملفات الثورة والثأر والحقد الدفين والخذلان من أدراج المخابرات الجزائرية. فيتحول التاريخ من علم إلى سكين، وتُبعث معارك 1963 وملف موريتانيا كأنها حدثت البارحة، بينما يتجاهل الإعلام الجزائري أن بلاده استضافت مرتزقة انفصاليين وفتحت لهم فنادق العاصمة، ومنحتهم منابر في مؤسساتها السيادية، ثم تتساءل ببراءة الطفل: لماذا لا يكرهنا المغرب؟

الصهاينة، الخونة، والمخزن الماسوني العالمي…
لا يكتمل مقال في الشروق المزبلة دون أن يُرمى المغرب بكلمة “صهاينة”. وهنا، لا فرق عند صحفيي الزبالة بين توقيع اتفاق اقتصادي مع شركة إسرائيلية، وبين بيع الضمير الجزائري في المزاد. فعندما تفتح الجزائر موانئها للغاز نحو أوروبا وتطبع علاقاتها مع شريك صيني أو روسي أو إيراني، او تقطع علاقاتها مع إسبانيا او فرنسا فهذه استراتيجية جيوبوليتيكية ذات سيادة.

والمضحك أن الجزائر، التي قطعت العلاقات مع المغرب منذ 2021، تُطالب بأن تبقى العلاقة على ما يرام، شرط أن يتخلى المغرب عن صحرائه، ويُطرد الإسرائيليين، ويطلب المغفرة من جنرالات جيجل وبشار وتمنراست.
في الواقع، خطاب جلالة الملك يثير في الجزائر أكثر مما يثير في المغرب. المغاربة اعتادوا عليه: خطاب ملكي يتحدث عن إنجازات، تحديات، ويدعو إلى فتح صفحة جديدة مع الجيران. أما في الجزائر، فهو كمنبه مزعج يوقظ عقدة دفينة اسمها “لماذا المغرب ينجح ونحن نفشل
فالمغرب يُطلق أقمارا صناعية، ويُنجز مشاريع الطاقة الخضراء، ويفتح قنصليات في العيون والداخلة، بينما ما تزال الجزائر تناقش ما إذا كان “الحليب المجفف” مؤامرة فرنسية أم مغربية.

قد يفيد جيراننا الأعزاء أن يدركوا أن خطاب العرش ليس موجها إليهم، بل إلى المغاربة أولاً، وأن الحديث عن اليد الممدودة ليس دعوة إلى الخطبة بل إلى الجوار. لكن من الصعب أن تفهم ذلك، حين تكون مصابًا بـ”عقدة المغرب”، وهي عقدة نفسية يصعب علاجها لأن المريض يرفض الاعتراف بأنه مريض، ويفضل دوما اتهام جاره بأنه “الشيطان الأكبر”.
وربما الحل هو أن تُعلن الجزائر “المغرب” عدوا خارجيًا بشكل رسمي، وتمحو صورته من الخريطة وتخصّص حصة يومية في المدارس بعنوان: الجزائر من الخليج إلى المحيط

لكن لحسن الحظ، هناك في الجزائر شعب حيّ، يتابع ما يجري في المغرب، ويقارن، ويفكر، ويسأل… وهذا ما يُقلق من يدّعون أنهم يكرهوننا: لأنهم يحبّوننا في السر، ويكرهون أنفسهم في العلن

اقرأ أيضا

00

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعلن أسماء الفائزين بجوائز “ورشات الأطلس” في نسختها الثامنة

أعلن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يوم أمس الخميس بالمدينة الحمراء، عن المتوجين برسم الدورة السابعة …

Saad

حكم استئنافي بمراكش يعيد الاعتبار لصناع “إنتي باغية واحد”… والرفاعي يعلق: نصر مستحق

أعاد حكم صادر عن محكمة الاستئناف بمدينة مراكش، أمس الخميس، الاعتبار لكل من الملحن محمد …

المنتخب الوطني الرديف

كأس العرب.. المغرب يواجه سلطنة عمان بمعنويات مرتفعة

يواجه المنتخب الوطني الرديف منتخب سلطنة عمان في الرابعة والنصف عصر اليوم الجمهة بملعب "المدينة التعليمية"، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الثانية، في بطولة كأس العرب 2025 المقامة حاليا في دولة قطر.