قال عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن موقف المملكة المغربية الذي عبر عنه الملك محمد السادس في تهنئته للرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، يفتح الباب أمام تطور العلاقات بين الرباط ودمشق.
وأوضح مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن التهنئة تضمنت عدة رسائل لبناء علاقات متينة بين المغرب وسوريا، مشيراً إلى أن هذه العلاقات لم تكن على ما يُرام إذ كانت تصارعية منذ أزيد من 40 سنة.
وزاد شارحاً “الرسالة الملكية تضمنت عدة إشارات مفادها أن المغرب قد يكون لاعبا محوريا في علاقات سوريا المستقبلية في محيطها الإقليمي والدولي”، مبرزاً أن المغرب وطيلة الثورة السورية “ظل ضد سياسات نظام بشار الأسد في المقابل دعم الشعب السوري”.
وبعد أن عبّر الملك محمد السادس عن موقف المملكة المغربية الذي كان ولايزال يتمثل في دعم ومساندة الشعب السوري لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والطمأنينة والاستقرار – يستطرد المتحدث – فإن أحمد الشرع ظهر له من الذكاء ما يجعله يسارع إلى الاعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصلية بمدينة العيون أو الداخلة.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن من يحكم سوريا الآن له من الحنكة والواقعية والبرغماتية ما يجعله يسارع إلى ترجمة الرسالة الملكية إلى واقع ملموس في القريب العاجل.
وشدد مكاوي على أن سوريا في حاجة إلى تمويل خليجي وخبرة مغربية لإعادة الإعمار، مبرزاً أن الرسالة الملكية جاءت في الوقت المناسب.
وشدد على أن المغرب بإمكانه أيضاً أن يُعيد سوريا إلى الساحة الدولية ومساعدتها على رفع العقوبات عنها من طرف بعض الدول الأوروبية وكندا وأمريكا اللاتينية.
وخلُص مكاوي إلى أن مستقبل العلاقات بين المغرب وسوريا قد يكون واعداً.
وكانت “جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا” دعت كلا من الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، وأسعد الشيباني، عميد الدبلوماسية السورية، إلى “إصلاح كل الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها النظام البائد في حق العلاقات التاريخية بين سوريا والمغرب”، مجددة دعوتها السلطة الجديدة في دمشق إلى “المبادرة بقطع العلاقة مع جبهة البوليساريو التي كانت حليفا وثيقا لنظام الأسد”.
كما طالبت الهيئة السورية، ضمن مذكرة لها، بـ”الاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على صحرائها وافتتاح مكتب قنصلي في مدينة العيون، واتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز العلاقات الثنائية”.