أكد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح، أن تعليق غانا لعلاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية” الوهمية، قرار مهم يؤشر على انحسار وتفكك معسكر دعم الانفصال ويفاقم حالة العزلة التي تعيشها الجزائر.
وأضاف عبد الفتاح في حديث لـ”مشاهد24″، أن أهمية القرار المعلن عنه في وثيقة رسمية، تكمن من جهة في كونه صادرا عن دولة تضطلع بأدوار تاريخية داخل القارة الإفريقية ومؤسسة لهياكل اتحادها، ومن جهة أخرى في تغير موقف بلد أنجلو سكسوني ينتمي لمجال كان حكرا على الدعاية الداعمة للانفصال، مايعد اختراقا مهما للدبلوماسية المغربية.
وسجل أن موقف غانا ينضاف للمواقف التي تعبد طريق طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي، وحسم النزاع المفتعل على المستوى الدولي تفاعلا مع الحسم الميداني الذي تحققه المملكة بالأقاليم الجنوبية لصالح واقع السيادة المغربية على الصحراء.
وتابع موضحا “هي مواقف تساهم في تسريع حالة الحسم التي يحققها المغرب وتفتح المجال أمام مراجعة عضوية الكيان الانفصالي داخل القارة خاصة وأنه كيان يفتقر للشروط والعناصر الأساسية للدولة.. هذا الكيان الذي يواجه انتكاسات متتالية وانكشف تقويضه للأمن والاستقرار بارتباطاته الوثيقة بظواهر الإرهاب والجريمة المنظمة ورعايته للأنشطة غير القانونية خصوصا تهريب المساعدات الإنسانية وتهريب البشر والاتجار في السلاح والمخدرات”.
وبناء على ذلك، سطر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، على أن كافة أوراق المشروع الانفصالي احترقت.
في المقابل، لفت المتحدث ذاته، إلى أن المملكة منذ عودتها القوية إلى الاتحاد الإفريقي وقطيعتها مع سياسة الكرسي الشاغر سنة 2017، اضطلعت بأدوار ريادية على المستوى القاري وتبوأت مكانتها المستحقة ضمن هياكل الاتحاد، على غرار مجلس السلم والأمن، وكذا احتضانها لبعض الهياكل القارية خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والشباب، إلى جانب قيادتها للمساعي الحميدة وتبنيها للمواقف المتوازنة إزاء مختلف الصراعات والأزمات التي تشهدها إفريقيا، ودفاعها المستميت لصالح هذه الأخيرة، من خلال تبني مبادئ الشرعية الدولية فيما يخص احترام سيادة الدول والحفاظ على وحدتها الترابية وحسن الجوار والتسوية السلمية للنزاعات.
أيضا تطرق إلى حكمة الدبلوماسية الملكية التي تبادر وتتعامل مع كافة الشركاء والفاعلين الراغبين في توطيد علاقاتهم مع المغرب والاستفادة من مؤهلاته الاقتصادية والاستثمارية، بنظارة الصحراء المغربية، مردفا “دبلوماسية تبني المواقف الصريحة الداعمة للسيادة المغربية على الصحراء، في ظل المبادرات المهمة التي يقودها الملك محمد السادس، الهادفة أساسا إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي وولوج دول الساحل إلى الواجهة الأطلسية”.
ومن زاوية أخرى، ألقى محمد سالم عبد الفتاح، الضوء على الحضور الاقتصادي القوي للمملكة في الساحة الإفريقية، حيث تعد بلادنا المستثمر الإفريقي الأول في غرب إفريقيا، والمستثمر الإفريقي الثاني على مستوى القارة.
كما عرج على الروابط الإنسانية والروحية للمملكة مع دول قارتها، مبرزا أنها كلها عوامل تخول للمغرب التأثير بقوة في القرار الإفريقي.
ويذكر أن جمهورية غانا أعلنت في وثيقة رسمية لوزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي، موجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج للمملكة المغربية، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية” الوهمية.
وقررت غانا إبلاغ حكومة المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية.
وأعربت في الوثيقة الرسمية ذاتها، عن دعمها “للجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف”.