في ظل التحولات الإقليمية والدولية التي يشهدها العالم، تتشبث الولايات المتحدة الأمريكية بشراكتها الاستراتيجية مع المغرب الفاعل الرئيسي في ضمان الأمن والاستقرار بمحيطه القاري والبلد الرائد في جهود تعزيز السلام بالشرق الأوسط.
في هذا السياق، جاءت مباحثات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بواشنطن، والتي تناولت مختلف محاور الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وناقشت أيضا قضايا إقليمية ودولية.
عبد الواحد أولاد مولود أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، سجل في قراءة تحليلية خص بها “مشاهد24″، أن المباحثات بين وزيري الخارجية المغربي والأمريكي، تأتي في سياق خاص وتبعث رسائل مهمة مرتبطة بالعلاقات بين البلدين وأثر تعاونهما الثنائي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأوضح أن توقيت اللقاء له دلالة كبيرة، حيث يتعلق الأمر بمرحلة تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تغيرات جيو استراتيحية من جهة، وتقبل خلالها الولايات المتحدة الأمريكية على الانتخابات الرئاسية من جهة أخرى.
وأردف قائلا “نتحدث عن مرحلة جد حساسة، مرتبطة بالسياق الإقليمي ومايجري الآن في منطقة الشرق الأوسط التغيرات الجيو استراتيجية وما خلقته من إعادة توازن القوى على مستوى المنطقة، في مقابل أمريكا المقبلة على مرحلة جديدة وعهد جديد”.
وبناء على ذلك، أبرز أن هذه المباحثات التي تأتي تتويجا للتعاون المغربي الأمريكي واستمرارية للشراكة بين البلدين في ظل علاقات استراتيجية، تضع في صلب أولوياتها مستقبل منطقتي شمال إفريقيا والساحل والشرق الأوسط.
وقال إن المغرب الشريك الموثوق به لدى الإدارة الأمريكية والفاعل الرئيسي على مستوى شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، تعول عليه واشنطن في تحقيق التعاون الأمني متعدد الأبعاد، الأمني والسياسي والاقتصادي والتقافي.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، أكد أولا مولود، أن المملكة قادرة على أن تطلع بدور مهم في تحقيق التوازن وإعادة التوازنات الأمنية، نظرا لعلاقاتها الوطيدة مع مختلف الدول، إضافة إلى الجهود التي تبذلها بهدف تعزيز السلام.
ولفت إلى أن مسألة التعاون بين المغرب وأمريكا لخلق التوازن بالشرق الأوسط واردة كما هي قائمة بمنطقة شمال إفريقيا وجنوب الصحراء، لمواجهة التطاحنات السياسية وتنامي الفقر والهجرة غير الشرعية وغيرها من الظواهر السلبية.
وختم الأستاذ الجامعي قراءته التحليلية بالتسطير على أن أمريكا حريصة في ظل تصاعد قوى دولية تتقدمها روسيا والصين والتنافسية الحاصلة فيما يخص العلاقات الدولية، على استمرارية التعاون والتنسيق مع شركائها التقليديين الموثوق بهم في مختلف المجالات.