خطت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المملكة، المطبوعة بالاستقبال الملكي، فصلا جديدا في مسار العلاقات بين الرباط ومدريد التي تمضي قاطرتها على سكة الثقة والاحترام المتبادل، خصوصا في ظل التزام الجارة الشمالية بموقف إيجابي لا غبار عليه تجاه قضية الصحراء المغربية.
الزيارة التي جاء ضمن أبرز عناوينها اهتمام إسبانيا بالمبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس على المستوى الإفريقي، خاصة مبادرة البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وكذا أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي نيجيريا المغرب، اعتبرها محمد بنطلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محطة تفتح آفاق تعاون مشترك بين البلدين الجارين، يتجاوز الإطار الثنائي ويخدم المنطقة.
وأضاف الدكالي ضمن حديث لـ”مشاهد24″، أن سانشيز الذي حل هذه المرة بالمملكة بعد تجديد الثقة في حكومته، يعي أهمية رفع مستوى التعاون مع المملكة في ظل ما تحققه من مكتسبات على الصعيد الإقليمي من جهة، وقدرتها على مجابهة التحديات المطروحة على الصعيد الدولي من جهة أخرى.
وتابع موضحا “هي زيارة تأتي في بداية الولاية التشريعية لحكومة سانشيز، لتؤكد على متانة العلاقة بين البلدين وترسخ أواصر الشراكة وتفتح آفاقا للتعاون المشترك في شتى المجالات بما يتجاوز الإطار الثنائي لصالح المنطقة ويؤسس لاندماج فعال لضفتي البحر الأبيض المتوسط”.
وشدد الدكالي في هذا السياق، على الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في محاربة الهجرة غير النظامية وشبكات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر، وأيضا تطويق الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن من شأن الزيارة الثالثة لسانشيز إلى الرباط، أن تساهم في تعزيز وتعميق التعاون الأمني والاستخباراتي مع بلادنا.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن إسبانيا والمغرب، بعدما جمعهما الجغرافيا والتاريخ، يجعلهما وضوح المواقف والمصالح المشتركة، شريكين وحليفين استراتيجيين في ظل ما يشهده العالم من تحولات.