في خضم أزمة تعتري علاقات باريس والرباط، بعث سفير جمهورية فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، إشارات إيجابية إلى الدبلوماسية المغربية لطي صفحة الخلافات.
والعلاقات المغربية الفرنسية ليست على ما يرام منذ مدة ليست بالقصيرة؛ وقد برز ذلك بشكل جلي من خلال رفض أغلبية طلبات التأشيرات المقدمة إلى القنصليات الفرنسية من طرف المغاربة الراغبين في السفر.
لكن هذا الأمر اعتُبر مجرد نقطة برزت إلى السطح وتحيل إلى أزمة أعمق، وفق قول عدد من المراقبين.
وحيال ذلك، أعلن الدبلوماسي الفرنسي، في حوار خص به “راديو دوزيم”، أمس الاثنين، عن رفع كافة القيود المفروضة على إصدار التأشيرات من قبل السلطات الفرنسية بالنسبة للمواطنين المغاربة.
وأكد السفير الفرنسي قائلا: “من الآن فصاعدا، لم تعد هناك أي قيود فيما يتعلق بإصدار التأشيرة من قبل فرنسا”.
لوكورتيي أكد أن أي “شخص تقدم بطلب للحصول على تأشيرة وتوفرت فيه الشروط المطلوبة، فسيحصل عليها دون أدنى قيود”.
من جهة أخرى، اعتبر المسؤول الفرنسي أن “المغرب يمثل فرصة لأوروبا، ولفرنسا على وجه الخصوص (…)، وله رؤية يتم تنفيذها عبر جهود حثيثة وحكامة قائمة، ويعود الفضل في ذلك إلى الملك محمد السادس”.
وبرأي لوكورتيي، فإن المملكة تعد اليوم من أكثر البلدان الناشئة جاذبية في مجال الاستثمار، بفضل بيئة أعمال تعد من بين الأكثر ملاءمة على المستوى العالمي”.
وفي هذا الصدد، رأى عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن مرور السفير الفرنسي عبر إذاعة “دوزيم”؛ وما عبّر عنه من مواقف إيجابية، يعد خطوة نحو انفراجة في العلاقات بين الرباط وباريس، مشيراً إلى أن موقف السفير الفرنسي إزاء مجموعة من الملفات يعكس الموقف الفرنسي التاريخي تجاه المملكة.
وأضاف مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن تصريحات السفير الفرنسي جاءت في وقت دقيق وهي تدعم تصريحات زميله في مجلس الأمن قبل أسابيع قليلة بشأن قضية الصحراء المغربية.
وأشار الخبير إلى أن هذا الأمر ما هو إلا انعكاس لتطور السياسية الداخلية الفرنسية لعب من خلاله الحزب الجمهوري دورا مهما. مشدداً على أن هذا الزخم الجديد قد يدخل في إطار التحضير لزيارة مرتقبة قد يُجريها الرئيس الفرنسي إلى المملكة.
وفي تحليله لدلالات تصريحات لوكورتيي بشأن المغرب، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، أن فرنسا وبعدما خسرت نفوذها في إفريقيا، فهي الآن تراهن على المملكة للعودة إلى القارة السمراء بصيغة أخرى يتبناها المغرب وهي: رابح – رابح. لافتاً أن ما يسمى بـ”فرنسا التاريخية”، تدعم عودة التقارب المغربي الفرنسي، وعودة الروح إلى العلاقات الثنائية.
وشدد مكاوي على أن المغرب ينتظر من فرنسا الخروج من المنطقة الرمادية بشأن قضيته الأولى، مبيناً أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم.