“على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، عبارة قالها محمود درويش ففارق الحياة وآمن بها آخرون ولا يزالون متشبتين بهذه الحياة.. سميرة الفزازي، مقدمة النشرة الجوية بالقناة الأولى، نموذج صارخ للمرأة المتشبثة بالأمل في الحياة إلى آخر رمق”.
بهذه الكلمات الدالة والمعبرة، قدمت يومية ” الأخبار” في عددها الصادر اليوم السيت، لملفها الأسبوعي الذي خصصته لأول خروج إعلامي لسميرة الفزازي، الذي افتقد المشاهدون المغاربة طلتها على شاشة القناة الأولى، وهي تقدم أحوال الطقس، من وراء ابتسامة لاتفارق وجهها، مهما كانت تبدلات الجو وتحولاته.
هذه المرأة المصابة بالسرطان، تضيف نفس اليومية، خالفت كل توقعاتنا وهي تستقبل «الأخبار» بفيلتها الكائنة بالرباط: سيدة نشيطة، حيوية، مبتسمة.. التحاليل والفحوصات تقول إنها مصابة بمرض خبيث فتاك، لكن عزيمتها تجاهر بكلمة «لا» في وجه داء حطم عزائم الكثيرين وقضى عليهم في منتصف الطريق.
سميرة الفزازي وقفت في وجه المرض وأعلنتها، قبل سنتين جهارا: «غير بيَّا ولاَّ بيه!!»، وفعلا هي في المراحل الأخيرة لتقضي عليه. «الحمد لله الرضى بالقدر منحني القوة»، تقول سميرة لـ«الأخبار»، رافضة وصف هذا الداء بـ«الخبيث»: «مرض السرطان اسمه لا يخيفني، هناك من يقول له المرض اللي ماكيتسماش أو المرض الخبيث.. هذا المرض أصبح شائعا وليس مرضا فتاكا لابد من الإيمان بأن الأعمار بيد الله.. السرطان هو امتحان من الله وابتلاء».
تماما مثل أحوال الطقس في يوم خريفي تنقلب فيه الأجواء من صحوة إلى رعدية، يبقى الأمل عند الفزازي في أن تنكشف غيوم المرض من سماء جسدها، وأن تشرق حياتها من بين فجاج الألم والمعاناة، إذ تقول: «صحيح أن العلاج صعب جدا، لكن لابد أن تكون للمريض إرادة قوية من أجل تحمله». مضيفة بعزيمة قوية: «العلاج الكيميائي هو سم يدخل للجسم، وهو في الوقت ذاته علاج للداء.. لا يجب أن نفكر في أن هذا المرض هو النهاية وهو الموت.. الأعمار بيد الله».
لا تجد الإعلامية، التي غيبها المرض عن الشاشة لحوالي سنتين، فرقا بين السرطان وداء الأنفلونزا.. هذه المقارنة سبق أن جرت عليها انتقادات شديدة لكنها لا تزال مصرة على ذلك: «لابد أن يتقبل المريض السرطان مثل «الرواح» سبق أن آخذوني على هذا الوصف.. لكني أكررها هو «بحال الرواح» لأنه «كاين هناك الرواح اللي كيقتل إذا كانت مناعة المريض ضعيفة، فإن رئتيه تمتلئان بالماء بسبب الأنفلونزا ويموت»، مضيفة قولها: «السرطان له دواؤه.. المرض في حد ذاته لا تشعر به.. علاجه هو الصعب.. هو مرض مزمن.. لابد من الاقتناع بعلاجه.. المرض لا يقتل ولكن الأجل هو الذي يقتل”.